بنك العيون بإثيوبيا.. بالأموات نورٌ لِظُلمة الأحياء

"بنك العيون" في أديس أبابا، الذي تأسس قبل 12 عاماً، بمبادرة من الرئيس الإثيوبي السابق، جرما ولد جيورجيس، الذي أوصى آنذاك، بالتبرع بقرنيته للبنك، بعد الوفاة. برهي بيلا (54 عاماً) من بين الذين اجروا عملية زرع القرنية التي واكبتها كاميرا الأناضول. 2
رجل يخضع لعملية زراعة قرنية من بنك العيون في إثيوبيا (الأناضول)

"بنك العيون" في أديس أبابا نموذج أدق وصف له هو "في الأموات نورٌ لِظُلمة الأحياء" إذ يتم أخذ القرنية من المتبرعين بعد وفاتهم لتعيد البصر للأحياء غير المبصرين.

وأسس هذا البنك قبل 12 عاماً بمبادرة من الرئيس الإثيوبي السابق جرما ولد جيورجيس، الذي أوصى آنذاك بالتبرع بقرنيته للبنك بعد الوفاة.

يمسح الإثيوبي كنيدي ألمايهو (24 عاماً) دموعه وهو يتذكر معاناته مع ضعف البصر عندما كان في السابعة من عمره، لكن سرعان ما تعود إليه البسمة وهو يتحدث عن "بنك العيون" الذي بدد له الظلام.

ألمايهو، وهو صاحب أول عملية زرع قرنية بعد تأسيس البنك، قال إنه عانى من ضعف البصر عندما كان  في السابعة من عمره، حيث بدأ الألم بحكة شديدة إلى أن فقد الرؤية، مضيفا أن والده اصطحبه إلى مستشفيات عدة لكن دون جدوى، إلى أن توجهوا لبنك العيون.

أكثر من ثلاثمئة ألف إثيوبي يعانون من تلف بالقرنية نتيجة سوء العناية بالعيون والفقر (الأناضول)
أكثر من ثلاثمئة ألف إثيوبي يعانون من تلف بالقرنية نتيجة سوء العناية بالعيون والفقر (الأناضول)

أول شخص
وكان ألمايهو أول شخص تُجرى له عملية زرع قرنية، واستعاد بصره جديد، وكان أول شخص يراه بعد نجاح العملية "أخي الذي حُرمت من رؤيته لسنوات" متابعا "أنا سعيد جداً للخروج من ذاك الظلام إلى النور".

ووفق مدير بنك العيون فإن عشرة آلاف وستمئة شخص، نذروا التبرع بقرنيتهم للبنك بعد الوفاة، وذلك منذ تأسيسه، مشيراً إلى أن أكثر من ثلاثمئة ألف شخص من بين تسعين مليون إثيوبي (عدد سكان البلاد) يعانون من تلف بالقرنية، مرجعاً ذلك إلى سوء العناية بالعيون والفقر.

وبلغ عدد المستفيدين من زراعة القرنية، التي تبرع بها متوفون، أكثر من 1227 شخصاً، منذ تأسيس البنك وحتى يونيو/حزيران الماضي، وفق مدير البنك.

ويقول الرئيس الإثيوبي السابق جيورجيس (2001-2013) إنه عندما فكر بإنشاء هذا البنك، قبل 12 عاماً، نذر بالتبرع بقرنيتيه بعد الوفاة، ومنذ ذلك الوقت وهو يعمل على نشر ثقافة التبرع بأجساء الجسم، وخاصة قرنية العين بعد الوفاة، مضيفا أنه لاحظ تغيراً كبيراً في أوساط الإثيوبيين من حيث الوعي بهذه الثقافة.

"بنك العيون" في أديس أبابا تأسس قبل 12 عاماً (الأناضول)

تغير كبير
ويقول د. مينن آيالو، الذي يشغل منصب رئيس كلية جراحة العيون بجامعة أديس أبابا، إنه لاحظ تغيراً كبيراً في حياة الكثيرين ممن أُجريت لهم عملية زرع القرنية في بنك العيون منذ تأسيسه، لافتا إلى أن ما بين 65 -70% من الذين أُجريت لهم زراعة القرنية أصبحوا اليوم قادرين على القراءة.

والقرنية أحد أجزاء العين، لونها شفاف، وهى دائرية الشكل ومحدبة، وتغطي الجزء الأمامي من العين، ووظيفتها الأساسية تجميع الضوء وتركيزه على شبكية العين بمساعدة عدسة العين، ووفق متخصصين فإن أية مشكلة أو اضطراب يصيب القرنية يؤدي إلى ضعف شديد في الإبصار.

المصدر : وكالة الأناضول