البيرة والنقانق تسرّعان هشاشة العظام

"هشاشة العظام"... مرض يمكن الحد من خطورته
مرض هشاشة العظام يزيد مخاطر التعرض للكسور (دويتشه فيلله)

يزداد تفشي مرض "هشاشة العظام" -الذي يصيب النساء أكثر من الرجال- ويسرع الإصابة بالمرض شرب البيرة واستهلاك النقانق واللحوم المقددة وعوامل أخرى. ومع ذلك فمن الممكن وقف تطور هذا المرض والحد من خطورته من خلال نصائح قدمها المختص بالطب الرياضي الدكتور يورغن زيبنهونن.

ويقول الدكتور زيبنهونن إن سبب هشاشة العظام في الغالب وراثي، وهذا يعني أن هذا المرض يورث من الأم. ولكن السبب الرئيسي لتزايد إصابة النساء بمرض هشاشة العظام هو التغير في التوازن الهرموني خلال انقطاع الطمث أو سن اليأس والذي هو ناتج عن نقص في هرمون الأستروجين. فانخفاض هرمون الأستروجين يؤدي إلى فقدان كثافة كتلة العظام بسرعة وبنسبة 4% سنويا.

وهذا يعني أن المرأة من سن الأربعين إلى سن السبعين يمكن أن تفقد في المتوسط ​​حوالي 40% من كثافة كتلة عظامها، أما الرجل فيفقد 12% فقط من كثافة كتلة عظامه خلال نفس الفترة. وهذا لا يعني أن الرجال محميون من الإصابة بهذا المرض، إذ يمكن أن يتعرضوا لهشاشة العظام في سن مبكرة إذا كان نمط حياتهم غير صحي بحيث يفسح المجال إلى تسلل هذا المرض إلى العظام وإصابتها بالهشاشة.

ويضيف أن من بين الأشياء التي تُسرع من الإصابة بهذا المرض عدم ممارسة الرياضة وتناول المشروبات الحلوة والحلويات واستهلاك النقانق واللحوم المقددة، وبالخصوص شرب البيرة الذي يُضعف بشكل حاد كثافة كتلة العظام.

د. زيبنهونن: شرب البيرة يُضعف بشكل حاد كثافة كتلة العظام (دويتشه فيلله)
د. زيبنهونن: شرب البيرة يُضعف بشكل حاد كثافة كتلة العظام (دويتشه فيلله)

ويتابع الدكتور أن سوء التغذية هو سبب رئيسي لتطور مرض هشاشة العظام، لذلك يجب على المصابين بهذا المرض زيارة مختصين في مجال التغذية لمعاينة نظامهم الغذائي أولا. ومن خلال هذه المعاينة والاستنتاجات يمكن للأخصائيين ملاحظة العيوب المحتملة في التغذية والعناصر الغذائية الهامة التي يفتقدها الجسم.

كالسيوم
كذلك يمكن لهؤلاء الأخصائيين -عن طريق المعاينة التي قاموا بها- معرفة نسبة الكالسيوم المنخفضة في الجسم والناتجة عن بعض الهفوات الغذائية. ولا يمكن إعادة توازن الكالسيوم في الجسم تدريجيا إلا عن طريق نظام غذائي صحي. هذا الكشف المبكر يسمح للأخصائيين أيضا بتعيين نظام غذائي صحي للمريض حسب تطور حالته المرضية وما يساعده أيضا على تخفيف أعباء المرض.

وعن الأطعمة التي يوصى بها المرضى المصابون بهشاشة العظام، فيقول زيبنهونن إنها تشمل كل أنواع الجبن لما تحتوي عليه من نسبة عالية من الكالسيوم، إضافة إلى الحليب ومشتقاته. وكذلك الخضراوات، مثل البروكلي والقرنبيط، وجميع أنواع الملفوف واليانسون وخبز القمح الكامل والفواكه. ولا ننسى المياه المعدنية التي تحتوي على نسبة عالية من الكالسيوم وعلى نسبة منخفضة من الصوديوم. لكن هذا وحده لا يكفي، فالتغذية الصحية مهمة ولكن ممارسة برنامج رياضي مناسب أمر ضروري.

‪المرضى المصابون بهشاشة العظام يوصون بتناول الخضراوات مثل البروكلي والقرنبيط وجميع أنواع الملفوف‬  (دويتشه فيلله)
‪المرضى المصابون بهشاشة العظام يوصون بتناول الخضراوات مثل البروكلي والقرنبيط وجميع أنواع الملفوف‬ (دويتشه فيلله)

التدريب
ويؤكد الدكتور أن ممارسة التدريبات والقيام بحركات رياضية مهم للعظام لما تخضع له من ضغط، والتدريب على أجهزة رياضية تُستخدم في المنزل له فعالية مهمة جدا. وقد بينت الأبحاث الطبية أن التدريبات الرياضية تزيد من كثافة كتلة العظام ويمكن أن تُعيد بناءها أيضا.

ويُنصح بممارسة الرياضة بانتظام لأن ممارستها بين الحين والآخر غير كاف لمكافحة مرض هشاشة العظام. كما أن تمارين القوة العضلية المكثفة والركض والمشي تعتبر أمورا مهمة في برنامج التمارين الرياضية.

لتنشيط العظام ينبغي الرفع من مستويات التمارين الرياضية تدريجيا، ويجب أن يتجاوز عبء التمارين عبء الأشغال اليومية المعتادة لتحقيق كثافة عظام مرغوب فيها. ولا ننسى أن يكون هذا البرنامج التدريبي خاضعا بطبيعة الحال لإشراف أحد المختصين في هذا المجال.

المصدر : دويتشه فيله