لحوم الحمير في الميزان

Rear view of donkey looking over shoulder
الحمار أحد الحيوانات المستأنسة في العديد من دول شمال أفريقيا والشرق الأوسط (غيتي)

أسامة أبو الرُّب

أثار خبر العثور على حمير مذبوحة في مزرعة بالفيوم في مصر قبل أيام جدلا، وأعاد إلى الواجهة موضوع سلامة اللحوم في البلاد، وهنا نناقش لحوم الحمير على المستوى الغذائي والصحي، وهل لتناولها مخاطر صحية؟

وبعد ما وصفها البعض بفضيحة "لحوم الحمير" ثار جدل على مواقع التواصل الاجتماعي أخذ طابعا من السخرية، بينما ظهرت تصريحات تروج للحوم الحمير في مصر كمصدر غذائي، فهل تناول لحوم الحمير بهذه الصورة التي كشف عنها آمن؟

وفقا للدراسات العلمية فإن الحمار أحد أهم الحيوانات المستأنسة في العديد من البلدان الواقعة في شمال أفريقيا والشرق الأوسط, ويتميز الحمار بقدرته على البقاء على قيد الحياة والتكاثر والعمل في البيئات الصعبة.

وبالنسبة إلى محتواه الغذائي فإن مئة غرام من  لحم الحمار تحتوي على 2.2غ من الدهن, و22.8غ من البروتين, و68.7 ملغ من الكولسترول, و343 ملغ من البوتاسيوم, و52 ملغ من الصوديوم, و212 ملغ من الفوسفور, إلى جانب 24 ملغ من المغنيسيوم.

ووفقا للمعطيات التحليلية فإن لحم الحمار يعد من الناحية الصحية بديلا جيدا للحوم الحمراء، ولكن على الصعيد التطبيقي فإن الترويج للحوم الحمير بعد الحادثة الأخيرة في مصر -من مصادر وصفت بأنها مؤيدة للسطلة الحالية في البلاد- قد يعبر في الحقيقة عن نوع من التزييف وطمس الحقائق، لأنها تغفل التالي:

  • تناول لحم الحمير يشكل مشكلة تشريعية لأنه وفق العديد من العلماء في الشريعة الإسلامية فإن لحم الحمر المستأنسة "الأهلية" حرام شرعا.
  • طريقة تربية الحمير التي كان يتم ذبحها وبيعها ليست معروفة، إذ يقول البعض إنها كثيرا ما تكون حيوانات نافقة أصلا أو مريضة في أحسن الأحوال والتي يتخلص منها صاحبها ببيعها لجزار الحمير.
  • الحديث عن الفوائد الصحية للحوم الحمير يغفل عمدا حقيقة أنها لم تكن تباع كلحوم حمير، بل كان يتم تسويقها على أنها لحم عجل، وبالتالي كان يتم خداع المستهلك.
  • من يروج للحوم الحمير كمصدر للحم الرخيص في مصر بسبب غلاء اللحوم الحمراء حاليا، يغفل أن هذه اللحوم كانت تباع على أنها لحوم عجل وبنفس أسعارها، مما يجعل الادعاء السابق بلا قيمة.

الخلاصة أنه حتى لو كانت للحوم الحمير قيمة غذائية، فإن بيعها بالطريقة السابقة في مصر يحمل مخاطر صحية كبيرة ناتجة عن عدم معرفة الحالة الصحية للحمير المذبوحة وكيفية ذبحها، بالإضافة إلى إشكالية تشريعية متعلقة بالحكم الشرعي لتناولها، وأخرى أخلاقية ناجمة عن بيعها للمستهلك على أنها لحوم عجل.

المصدر : الجزيرة