حصار غزة يزيد معاناة زارعي القوقعة

رسالة أطفال جمعية الأمل لزارعي القوقعة على جدران الجمعية
رسالة أطفال جمعية الأمل لزارعي القوقعة على جدران الجمعية (الجزيرة)

أحمد عبد العال-غزة

يعيش أطفال غزة الذين أجريت لهم عمليات زراعة القوقعة في الأذن معاناة كبيرة نتيجة إغلاق معبر رفح البري على الحدود بين قطاع غزة ومصر، الأمر الذي يحول دون سفرهم للخارج لمراجعة الأطباء المتخصصين أو الحصول على الأجهزة الطبية التي تلزمهم بعد العملية.

الطفل قصي سرحان (ثمانية أعوام) -وهو من زارعي القوقعة- يعاني من مضاعفات وآلام شديدة في أذنيه، وبحاجة ملحة لمراجعة طبيبه الذي أجرى له العملية ويقيم في دولة الإمارات، ولكن استمرار إغلاق معبر رفح البري على الحدود بين قطاع غزة ومصر حال دون سفره.

وباتت عائلة الطفل قصي تعيش في حالة قلق شديد على مصير طفلها، التي قد يؤدي اشتداد المضاعفات والالتهابات لديه إلى نتائج سلبية ستؤثر على سمعه.

ولا يختلف حال الكثير من الأطفال زارعي القوقعة في قطاع غزة عن "قصي"، فهم بحاجة إلى مراجعة الأطباء في خارج القطاع بشكل مستمر، كما يحتاجون ملحقات طبية لجهاز القوقعة غير متوفرة في القطاع، ولا يمكن إحضارها من مصر بسبب الإغلاق المتواصل لمعبر رفح منذ عدة أشهر.

‪تعاني جمعية الأمل من نقص الأدوات المساعدة في العملية التعليمية‬ (الجزيرة)
‪تعاني جمعية الأمل من نقص الأدوات المساعدة في العملية التعليمية‬ (الجزيرة)

خمسمائة طفل
وتقول بسمة صلاح مديرة جمعية الأمل لزارعي القوقعة
-وهي جمعية متخصصة لتأهيل أطفال هذه الفئة لدمجهم في المجتمع- إن أكثر من خمسمائة طفل يعانون من إعاقة سمعية، وهم بحاجة إلى إجراء هذه العملية.

ولفتت بسمة -في حديث للجزيرة نت- إلى أن معاناة الأهالي كبيرة وكان من الصعب جداً التعامل معهم.

وتحتل الإعاقة السمعية المرتبة الثانية بين الإعاقات في قطاع غزة، وقد أجريت أول عملية زراعة قوقعة عام 2009، على يد الطبيب مازن الهاجري الذي وصل خصيصاً إلى قطاع غزة لإجراء عدة عمليات من هذا النوع.

وتقول بسمة -أم لطفل وطفلة كانا يعانيان من إعاقة سمعية وزرعا قوقعة- إن الإصابة بالإعاقة السمعية لدى الأطفال تعود إلى عدة أسباب، منها زواج الأقارب والمشاكل الوراثية، وتناول الأمهات أثناء الحمل الأدوية بشكل خاطئ، أو التعرض للإشعاع، بالإضافة إلى إصابة بعضهم بعد الولادة نتيجة "الحمى الشديدة" أو "التهاب السحايا" أو بفعل تعرضهم لصدمات أو سماع دوي انفجارات شديدة ناتجة عن قصف إسرائيلي من أماكن قريبة.

‪عملية التأهيل تستمر من ثلاث إلى خمس سنوات‬ (الجزيرة)
‪عملية التأهيل تستمر من ثلاث إلى خمس سنوات‬ (الجزيرة)

مبادرة أهلية
وتوضح بسمة أن الجمعية التي تديرها تؤهل حاليا 110 أطفال تم إجراء عملية زراعة قوقعة سمعية لهم، مشيرة إلى أنها الجمعية الوحيدة في القطاع والتي تهتم بزراعة القوقعة، وقد تم إنشاؤها بمبادرة من أهالي الأطفال زارعي القوقعة.

وتضيف أن تكلفة عملية زراعة القوقعة تصل إلى نحو خمسين ألف دولار، موزعة على ثمن الجهاز الذي يتراوح بين 24 و32 ألف دولار، بالإضافة إلى تكاليف العملية والسفر وأجرة المستشفى.

وتوضح أن عملية زراعة جهاز القوقعة تشكل جزءا بسيطا لا يتعدى 20% من نسبة احتياج الطفل للتخلص من إعاقته السمعية، لافتة إلى أن الطفل يحتاج بعد العملية إلى التأهيل حتى يتم دمجه في المجتمع بشكل كامل.

وخلال عملية التأهيل يتم تعريف الطفل بكل أصوات الأشياء وأشكالها من خلال أدوات بسيطة حتى يصل لمرحلة يدرك فيها ما يدور حوله ويتفاعل معه، وبعد عملية تأهيل الأطفال التي تستمر بين ثلاثة وخمسة أعوام يتم دمجهم في المدارس ورياض الأطفال، والكثير منهم يحصل على درجات عالية ويتفوق على أقرانه العاديين.

المصدر : الجزيرة