كيف تتخلص من الشخير؟

ما هو الشخير؟ وما أسبابه؟ وما عوامل الخطورة التي تزيد احتمال المعاناة منه؟ وهل الشخير أكثر شيوعا لدى الرجال أم لدى النساء؟ وهل له علاقة بالسمنة؟ وهل له علاقة بسماكة الرقبة؟ وما آثاره على صحة الشخص؟ وهل صحيح أنه يزيد مخاطر حوادث السير وأمراض القلب والموت؟ أسئلة أجابت عنها الحلقة الأخيرة من "عيادة الجزيرة" والتي حصدت أكثر من 52 ألف مشاهدة في البث المباشر.

وتناولت حلقة الأربعاء 30 ديسمبر/كانون الأول 2015 من "عيادة الجزيرة" موضوع الشخير والوقاية منه وعلاجه، وتم بثها مباشرة على صفحة فيسبوك لصفحة "طب وصحة" باستخدام خدمة فيسبوك منشنز، وأيضا جرى بثها على صفحة فيسبوك لقناة الجزيرة الفضائية، واستضافت استشاري أول الأنف والأذن والحنجرة وجراحة الرأس والعنق في مؤسسة حمد الطبية في قطر الدكتور علي الأنصاري.

وقال الدكتور الأنصاري إن الشخير ليس مرضا، بل هو عرض لأمراض أخرى، وأضاف أنه صوت تتراوح شدته من الخفيف حتى القوي وهو يحدث أثناء النوم بسبب ضيق في مجرى الهواء في الجزء العلوي من الجهاز التنفسي.

وأوضح أن هناك أسبابا متعددة للشخير، منها:

  • انحراف في الحاجز الأنفي (الغضروف) بين الفتحتين.
  • تضخم الزوائد اللحمية (القرينات) في الأنف.
  • صغر الفك السفلي أو تراجعه للخلف.
  • ضعف العضلات في الفك.
  • السمنة، وذلك لأن الخلايا الدهنية تؤدي لضعف العضلات ومنها عضلات الرقبة مما يؤدي إلى ارتخاء العضلات في العنق.
  • حجم العنق، إذ إن زيادة محيط العنق عن 40 سنتيمترا قد تزيد احتمال الشخير.

وقال الأنصاري إن الدراسات تشير إلى أن الشخير أكثر شيوعا لدى الرجال منه لدى النساء بنسبة بسيطة، مضيفا أنه يرى أن هذا قد يكون نتيجة أن النساء "تشتكين بسرعة"، وإذا كان الرجل يشخر فإن زوجته مباشرة تخبره، أما الرجل فحتى لو كانت زوجته تشخر فهو "لا يحب أن يحرجها"، مشيرا إلى أنه في عيادات الشخير عندما يسأل الرجل كيف عرفت أنك مصاب بالشخير؟ يجيب: أخبرتني زوجتي.

ولفت إلى أن من أخطر الحالات عندما يكون الشخير مرافقا بحدوث انقطاع في التنفس، وفي هذه الحالة ينقطع النفس ويستيقظ الشخص، وقد يكون واعيا لذلك وقد لا يكون، حتى إن الأشخاص المحيطين به قد ينتبهون لذلك، وقد توقظه زوجته لأنها تراه يختنق.

كما أشار إلى أن الأطفال قد يصابون بالشخير، ولكن لأسباب تختلف عن الكبار مثل تضخم اللحمية خلف الأنف، التي تسبب 90% من حالات الشخير لدى الأطفال، وأيضا وجود إغلاق جزئي خلقي في إحدى فتحتي الأنف من الخلف.

undefined

وحذر الأنصاري من مضاعفات كبيرة للشخير، مثل:

  • التأثير على صحة القلب، وارتفاع ضغط الدم، واحتمال التسبب في جلطة.
  • التعب المستمر والإرهاق.
  • زيادة احتمال الحوادث المرورية نتيجة الإرهاق المستمر أثناء النهار لعدم حصوله على نوم مريح في الليل.

كما لفت إلى أن الشخص الذي يعاني من الشخير وانقطاع النفس قد يغفو أثناء القيادة عند وقوفه على إشارة المرور، مؤكدا أن هذا من المضاعفات الخطيرة التي تزيد مخاطر الحوادث المرورية.

وعن علاجات الشخير، قال الأنصاري إنها تعتمد على سبب الشخير ودرجة شدته، مضيفا أن هناك بعض النصائح التي قد تساعد على تخفيف الشخير أقلها بشكل مؤقت، مثل:

  • ترك مدة زمنية من ثلاث إلى أربع ساعات بين تناول طعام العشاء والنوم.
  • عدم النوم على الظهر، والنوم على أحد الجانبين.
  • بعض البخاخات.

أما عن العلاجات الفعالة للتعامل مع الشخير، فتشمل:

أولا: تخفيض الوزن، وشدد عليه الأنصاري بوصفه مقاربة أساسية لعلاج الشخير، مشيرا إلى أنه فيما يتعلق بالشخير يجب ألا يتجاوز معامل كتلة الجسم لدى الشخص 25 إلى 26، الذي يحتسب عبر قسمة الوزن بالكيلوغرام على مربع الطول بالمتر.

ثانيا: العلاجات الجراحية، وتهدف إلى التدخل الجراحي في المكان الذي فيه ضيق، وتوسيعه، ولذلك فهو يعتمد على مكان هذا الضيق، مثلا في الأنف أو سقف الحلق.

ثالثا: الأجهزة، وتضم:

  • (CPAP) (continuous positive airway pressure)، ويعني ضغط الهواء الإيجابي المستمر، وهو جهاز يتضمن قناعا يلبسه المريض ويضخ ضغطا مستمرا من الهواء للحفاظ على انفتاح المجاري التنفسية وعدم انسدادها، ويلبسه الشخص عند النوم.
  • التركيب الفموي (Oral appliance)، وهو جهاز يقوم به أخصائي الأسنان ويرتديه المريض عند النوم، حيث يضع الفك في وضعية متقدمة مما يمنع انغلاق المجاري التنفسية أثناء النوم.

وحول سؤال أي العلاجات أفضل للشخير الجراحة أم الأجهزة؟ قال الدكتور الأنصاري إن الأمر يعتمد على الحالة، فمثلا قد يكون هناك عائق يمنع إجراء الجراحة للمريض ويجعل لها مخاطر كبيرة، مثل البدانة الشديدة، وعندها تستخدم الأجهزة.

وللوقاية من الشخير قدم الأنصاري النصائح التالية:

  • الحفاظ على وزن صحي.
  • ممارسة الرياضة التي تناسب عمر الشخص ووضعه الصحي.
  • الإقلاع عن التدخين.
  • الابتعاد عن المشروبات الكحولية.

والدكتور علي الأنصاري هو استشاري أول الأنف والأذن والحنجرة وجراحة الرأس والعنق في مؤسسة حمد الطبية في قطر، ويحمل درجة الماجستير في الأذن والأنف والحنجرة من جامعة القاهرة، والبورد الألماني في الأنف والأذن والحنجرة من جامعة كولون.

و"عيادة الجزيرة" برنامج طبي مباشر تبثه صفحة قناة الجزيرة الفضائية على فيسبوك وصفحة "طب وصحة" في الجزيرة نت أيضا باستخدام خدمة فيسبوك منشنز، يوم الأربعاء من كل أسبوع السادسة مساء بتوقيت مكة المكرمة، الثالثة مساء بتوقيت غرينتش، هو من إعداد وتقديم الزميل الدكتور أسامة أبو الرب.

المصدر : الجزيرة