المضادات الحيوية بالصغر تسبب السمنة بالكبر

ربطت دراسة حديثة بين تعاطي المضادات الحيوية في مرحلة الطفولة وخطورة التعرض للسمنة مع التقدم في العمر، لكن الأسباب ما زالت محل تكهنات الأطباء.

وكشفت الدراسة -التي أجراها باحثون في جامعة جونز هوبكنز للصحة العامة في بالتيمور ونشرت في دورية (International Journal of Obesity)- أن تعاطي المضادات الحيوية في مرحلة مبكرة من عمر الطفل يؤثر عليه في مراحل متقدمة من العمر ويؤدي لزيادة الوزن بعد ذلك.

وفحص الباحثون البيانات الصحية الخاصة بنحو 164 ألف طفل ومراهق تقريبا في المرحلة العمرية من ثلاث سنوات حتى 18 عاما. وشملت البيانات عدد مرات تناول الأطفال للمضادات الحيوية وطول ووزن الجسم.

وسبق أن رجحت دراسات سابقة وجود علاقة بين السمنة وتناول المضادات الحيوية في فترة الطفولة، بيد أن البيانات التي استندت عليها هذه الدراسات كانت تعتمد في الأساس على ذاكرة الأمهات. لكن الدراسة الحديثة تعد أكثر ثقة، إذ تعتمد على بيانات مسجلة من الدفاتر الصحية الخاصة بالأطفال.

ومن المعروف أن المضادات الحيوية تزيد من وزن الماشية، لذا فإن فكرة خلط أغذية الماشية ببعض المضادات الحيوية مسألة معروفة لدى بعض التجار.

ولم تكشف الدراسة عن السبب الذي يجعل المضادات الحيوية تؤدي للسمنة، لكن الأطباء رجحوا أن المضادات الحيوية تؤدي لتلف البكتيريا النافعة في جسم الطفل، وبالتالي تتسبب في تغييرات في آلية عمل الأمعاء، فتتغير آلية التعامل مع المواد الغذائية التي تدخل للجسم.

وقد أجريت دراسة قبل عدة أشهر في الدانمارك خلصت إلى أن تعاطي الأم للمضادات الحيوية في فترة الحمل يحدد درجة تعرض الطفل بعد ذلك للسمنة والوزن الزائد، وفقا لتقرير نشره موقع "هايل براكسيس نت" الألماني.

ولا تعني نتائج هذه الدراسات الامتناع التام عن إعطاء الأطفال المضادات الحيوية، التي تعد ضرورية في علاج بعض الأمراض وتحمي الطفل من تأثيراتها الخطيرة بعد ذلك. لكن القائمين على الدراسة حذروا من إعطاء المضادات الحيوية دون ضرورة، ولا سيما الآباء والأمهات الذين يلحون على الطبيب لوصف المضاد الحيوي لعلاج المشكلات غير الخطيرة التي ربما يتعرض لها الطفل.

المصدر : الجزيرة + دويتشه فيله + وكالة الشرق الأوسط + وول ستريت جورنال