صاروخ الطائرة الماليزية يغيّب آمالا واعدة لعلاج الإيدز
قد يكون صاروخ أرض جو الذي أصاب الطائرة الماليزية التي تحطمت في أوكرانيا قد قضى أيضا على علاج محتمل أو تطعيم ضد فيروس "إتش آي في" المسؤول عن متلازمة نقص المناعة المكتسب "إيدز" وهذا وفقا لأحد الباحثين المشاركين بالمؤتمر الدولي العشرين للإيدز الذي يبدأ اليوم الأحد بمدينة ملبورن بأستراليا.
وتضاربت الأنباء حول أعداد العلماء والباحثين الذين قضوا بحادثة الطائرة الماليزية التي أسقطت الخميس، إذ في البداية قالت صحف أسترالية إنهم 108، إلا أن رئيسة المنظمة الدولية لمكافحة الإيدز فرانسواز بار سنوسي قالت لوكالة فرانس برس إن العدد ستة، وليس مائة كما ذكرت الصحف من قبل.
وكان هؤلاء الخبراء متوجهين للمؤتمر الدولي العشرين للإيدز، والذي يعد أكبر تجمع عالمي للأطباء والباحثين يناقش ذلك المرض، ويحضره حوالي 14 ألف مشارك. ومن ضحايا الحادث العالم الهولندي يوب لانغي، الرئيس السابق للمنظمة الدولية لمكافحة الإيدز بين عامي 2002 و 2004، وهو باحث معروف دوليا بمجال الإيدز.
ود. لانغي هو المدير التنفيذي لمعهد أمستردام للصحة والتنمية العالمية، وبدأ عمله البحثي عام 1983، وعمل مع منظمة الصحة العالمية، وقاد البحث السريري لتطوير علاج للمرض أواسط التسعينيات، وكان من أبرز الذين عملوا على توفير علاجات الإيدز للمرضى بالدول الفقيرة.
العلاجات المضادة للفيروسات
وكان لانغي أستاذا للطب بجامعة أمستردام، وعمل في مجال أبحاث العلاجات المضادة للفيروسات والتي حولت الإيدز إلى مرض يمكن التعامل معه وتحسين نوعية حياة مرضاه. كما شملت أبحاثه آليات منع انتقال فيروس "إتش آي في" من الأم إلى الطفل أثناء الحمل والولادة.
وقال الباحث الكندي تريفور ستراتون لشبكة "أي بي سي" إن الباحثين كانوا قريبين من اكتشاف تطعيم ضد الإيدز، متسائلا "ماذا لو كان العلاج على متن الطائرة؟ الأرجح أنا لن نعلم أبدا!". أما مدير مختبرات موناش لأبحاث المناعة والخلايا الجذعية البروفيسور ريتشارد بويد، فقال لصحيفة غارديان أستراليا إن الطائرة كانت تحمل بعض أهم القادة في مجال الإيدز.
وأكد بويد أن هذه خسارة سيكون لها تداعيات عالمية، لأن العلم الذي كان يمتلكه الضحايا لا يمكن تعويضه، مضيفا أن الحادث كارثة تذكره بهجمات الـ11 من سبتمبر/أيلول 2001 في نيويورك بالولايات المتحدة.
أسماء أخرى
ومن الذين كانوا على متن الطائرة المنكوبة بيم دي كوجير الناشط الهولندي في مقاومة الإيدز، ومندوب المفوضية الأوروبية بماليزيا. ومارتن دي شوترن، وهي ناشطة هولندية في مقاومة الإيدز. وغلين ويموند ثوماس، وهو بريطاني عمل سابقا صحفيا في "بي بي سي" البريطانية وحاليا مسؤول إعلامي بمنظمة الصحة العالمية، وجاكلين فان تونيغرين، مديرة الاتصال بمعهد أمستردام للصحة والتنمية العالمية.
ويعقد المؤتمر الدولي للإيدز من قبل المنظمة الدولية لمكافحة الإيدز، وهي جمعية مستقلة تأسست عام 1988، وتضم الباحثين في مجال الإيدز، وحاليا يبلغ عدد أعضائها أكثر من 12300 شخص من 182 دولة. ومقرها مدينة جنيف بسويسرا.
وفي بيان صدر الجمعة ونشر على موقع المؤتمر الرسمي، عبرت المنظمة الدولية لمكافحة الإيدز عن عميق حزنها لضحايا الطائرة الذين كانوا سيحضرون مؤتمر ملبورن، مؤكدة أنه تقديرا لتفاني الزملاء في مكافحة الإيدز والذين فقدوا أرواحهم، فإن المؤتمر سوف ينطلق وفق ما هو مقرر يوم الأحد وسيكون فرصة لتذكر هؤلاء الضحايا.