ما لا تعرفه عن سامسونغ.. مستشفى لعلاج السرطان

عندما قال لنا مضيفنا من رابطة الإعلاميين العلميين الكوريين إن هناك مستشفى لسامسونغ، ظننا أنه يمازحنا فضحكنا وسألناه: وهل يعالجون فيه الهواتف الذكية والتلفزيونات؟ وكان جوابه: بل يعالجون البشر! فسامسونغ لديها أحد أكبر المستشفيات في كوريا الجنوبية، وهو مصنف ضمن مشروعاتها غير الربحية.

علاج السرطان
وشرحت الدكتورة تان في حوار مع الجزيرة نت أن الأطباء في المستشفى هم أيضا أساتذة في كليات الطب بالجامعات الكورية، كما أن لديهم وحدة فاعلة في مجال الأبحاث الطبية، مؤكدة أن المستشفى يعد أكبر مستشفى لعلاج السرطان في آسيا، وفقا للدكتورة.

وتابعت أن من السرطانات التي يعالجها المستشفى سرطان الرئة والثدي والقولون والكبد والمعدة، مشيرة إلى وجود برنامج كشف مبكر لسرطان المعدة لكل الكوريين، وذلك بسبب شيوعه -وهو أمر يرتبط بتناول كميات كبيرة من الأطعمة المخللة- مما يحسن فرص المريض في النجاة.

ولفتت تان إلى استخدام المستشفى لتقنية المنظار لعلاج الحالات المبكرة التشخيص من سرطان المعدة، وذلك عبر كشط الخلايا السرطانية من بطانة المعدة قبل وصولها إلى طبقة العضلات الملساء، مما يقلل المضاعفات العلاجية، لافتة إلى أن هذه التقنية تستخدم فقط مع حالات سرطان المعدة التي في بداياتها وقبل انتشارها إلى طبقات المعدة الأخرى، ومشيرة إلى أهمية الفحص المبكر لاكتشاف هذا المرض في بداياته.

محطتنا الثانية كانت في مستشفى آخر بالعاصمة سول تخصص في علاج إصابات العمود الفقري والمفاصل، وهو يضم 147 طبيبا في 13 فرعا داخل كوريا وخارجها مثل دولة الإمارات العربية وإندونيسيا، وكان لافتا اهتمامه بالجانب البحثي.. إنه مستشفى "وريدول"، وتعني هذه الكلمة في اللغة الكورية "نحن".

ووفقا لمسؤولي مستشفى "نحن" -وهو مستشفى خاص وليس حكوميا- يُعدّ أكبر مستشفى متخصص في العالم لعلاج العمود الفقري، إذ تجرى فيه سنويا أكثر من 20 ألف جراحة للعمود الفقري و2500 جراحة مفاصل. ويزور المستشفى مرضى من 65 دولة في العالم.

ولدى سؤالنا عن البحث العلمي، قدم لنا مسؤولو المستشفى مجلدين يضمان الأبحاث والمقالات الطبية التي نشرها المستشفى في المجلات الطبية العالمية، والتي تجاوز عددها 200 بحث ومقال تناولت عدة مواضيع في طب العمود الفقري والمفاصل.

وما بين مستشفى سامسونغ ومستشفى "نحن"، كان واضحا لنا مدى الاهتمام الذي يوليه الكوريون بالبحث العلمي، ولعل هذا سيقود مستقبلا إلى تطورات في الطب وعلاج البشر تضاهي ما حققوه بالفعل في عالم التقنية والهواتف الذكية.