الصحة العالمية تدق ناقوس الخطر بشأن مقاومة الدواء

Dr. Thomas Louie, an infectious disease specialist at the University of Calgary, holds a container of stool pills in triple-coated gel capsules in his lab in Calgary, Alberta, Canada on Thursday, Sept. 26, 2013. Half a million Americans get Clostridium difficile, or C-diff, infections each year, and about 14,000 die. A very potent and pricey antibiotic can kill C-diff but also destroys good bacteria that live in the gut, leaving it more susceptible to future infections. Recently, studies have shown that fecal transplants - giving infected people stool from a healthy donor - can restore that balance. (AP Photo/The Canadian Press, Jeff McIntosh)
مقاومة المضادات الحيوية تتسبب في إطالة مدة المرض (أسوشيتد برس)

حذرت منظمة الصحة العالمية أمس الأربعاء من أزمة صحية كبيرة تواجه البشر، إذ أكدت انتشار أنواع فتاكة من البكتيريا تمتلك القدرة على مقاومة أشد المضادات الحيوية قوة وفاعلية، وأصبحت قادرة على التسبب في وفيات كان يمكن منعها.

وقالت المنظمة -في تقرير صدر في جنيف- إن هذه البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية يمكن أن تؤثر على أي شخص ينتمي لأية فئة عمرية في أي بلد، مضيفة أنها باتت تمثل تهديدا كبيرا للصحة العامة، ومحذرة من أن تداعيتها ستكون مدمرة.

واعتمدت الصحة العالمية في تقريرها على بيانات من 114 دولة، وهو تقرير يُعد الأول حول هذا الموضوع. وجاء تحت عنوان "مقاومة مضادات الميكروبات: تقرير عالمي عن الترصد".

عصر جديد
وحذر الدكتور كيجي فوكودا (المدير العام المساعد لدائرة الأمن الصحي) من أنه في حالة عدم اتخاذ إجراءات عاجلة ومنسقة فسوف يسير العالم نحو عصر ما بعد المضادات الحيوية، إذ يمكن لحالات العدوى الشائعة وللإصابات الطفيفة التي يمكن علاجها منذ عقود من الزمان أن تحصد الأرواح من جديد.

مقاومة الأدوية تزيد تكلفة الرعاية الصحية بسبب إطالة أمد العلاج بالمستشفى وزيادة الحاجة للعناية المركزة

وذكر التقرير أنه تم في كل من النمسا وأستراليا وكندا وفرنسا واليابان والنرويج وجنوب أفريقيا وسلوفينيا والسويد والمملكة المتحدة تأكيد فشل العلاج الذي يشكل الملاذ الأخير من السيلان، أي الجيل الثالث من المضادات الحيوية من نوع السيفالوسبورينات.

وحذرت المنظمة من أن مقاومة المضادات الحيوية تتسبب في إطالة مدة مرض البشر وفي زيادة مخاطر وفاتهم، مشيرة إلى أن مقاومة الأدوية تزيد تكلفة الرعاية الصحية بسبب إطالة أمد العلاج في المستشفى وزيادة الحاجة للعناية المركزة.

ونصح التقرير بأن يساعد الناس على التصدي لمقاومة الأدوية عن طريق عدم استعمال المضادات الحيوية إلا عندما يصفها الطبيب وإكمال العلاج وفق وصفته -حتى لو شعروا بتحسّن فوري- وعدم القيام مطلقا بتبادل المضادات الحيوية مع غيرهم أو باستعمال ما تبقى من المضادات الحيوية بعد انتهاء الوصفة الطبية.

تعزيز الرقابة
وأكدت المنظمة في التقرير أنه على العاملين الصحيين والصيادلة التصدي لمقاومة الأدوية عن طريق تعزيز الوقاية من العدوى ومكافحتها، وعدم وصف المضادات الحيوية وصرفها إلا إذا وُجدت حاجة حقيقية إليها.

وتشكل جهود تطوير المزيد من المضادات الحيوية سباقا مع الزمن، إذ يتطور عدد من أنواع البكتيريا المعدية بشكل متزايد إلى بكتيريا مقاومة حتى لأشد أنواع المضادات الحيوية فاعلية والتي لا يستعان بها إلا في حالات الضرورة القصوى.

المصدر : وكالات