بلدان الخليج تحتاج إلى إدارة آثار مرض السكري

جانب من أحد المشاركين من الشعراء الشباب يلقي ابيات شعرية من المطلولة.
undefined

 

خلصت دراسة أعدتها "ذا بوسطن كونسلتنغ غروب" لقياس أثر مرض السكري عالميا إلى أن حكومات بلدان الخليج يمكنها أن تحد من الأعباء المالية لمرض السكري على أنظمتها للرعاية الصحية وتحقيق نتائج أفضل لمرضى السكري ريثما يتم التوصل إلى علاج لهذا الداء، وهو أمر لا يتوقع حدوثه قبل عام 2030.
 
وقال مدير في "ذا بوسطن كونسلتنغ غروب" وهو كابيل باتيا إن هناك ارتفاعا في نسبة الأمراض المتعلقة بنمط الحياة، مثل السكري والضغط المرتفع والسمنة في بلدان الخليج العربي. ويمثل مرض السكري بالتحديد عبئا كبيرا على النظم الصحية في بلدان الخليج العربي التي تتحمل حوالي خمسة آلاف دولار أميركي للمريض الذي لا يعاني أي تداعيات ومضاعفات، وثلاثة أضعاف هذا المبلغ للمريض الذي يعاني مضاعفات.

وحددت الدراسة -التي أجرتها الشركة العالمية الرائدة في مجال الاستشارات الإدارية وإستراتيجيات الأعمال واستغرقت عاما كاملا- أربع إستراتيجيات يمكن للحكومات اعتمادها لتحقيق التقدم في إدارة نتائج مرض السكري:

– إشراك القطاع الخاص في تقديم أساسيات علاج مرض السكري
إن التدخل الحكومي لدعم القطاع الخاص لتشخيص وعلاج الأشكال الأساسية من مرض السكري ستكون له نتائج جمة، كما يمكن أن يعزز العمل مع القطاع الخاص والجهات شبه الحكومية الوصول إلى بيانات المرضى وتوفير تشخيص مبكر وعلاج للمرضى.

– تقديم العلاج من خلال نموذج متكامل للرعاية
توفر الرعاية المتكاملة إمكانية الحد من النفقات وتوفير الرعاية الصحية عبر كافة مراحلها، ووفق هذا المفهوم يتعين أن يكون كل مركز للعلاج مسؤولا بالكامل عن علاج المريض، ويشمل ذلك تنسيق العلاج المطلوب والإحالة إلى الاختصاصيين ومتابعة كيفية تقديم العلاج (الرعاية المنزلية) ومدى امتثال المريض للعلاج الموصوف. وتشكل هذه الإستراتيجية عاملا حاسما بالنسبة للحكومات في بلدان الخليج بصفة خاصة، لا سيما أنها تتحمل 50% من متطلبات الرعاية.

– تكثيف برامج التوعية للجمهور لتساهم في نشر ثقافة تشجع على الوقاية
كانت برامج التوعية -التي تستهدف الجمهور في الخليج العربي- محدودة جدا، ولكن هناك بعض المبادرات في مراحل مختلفة من التطبيق، مثل مبادرة "وقاية" و"مسيرة محاربة السكري". ويتعين على الحكومات في المنطقة توسيع نطاق هذه المبادرات لتستهدف الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بمرض السكري في مرحلة مبكرة.

– مراجعة نماذج الدفع للتركيز على نتائج علاج مرض السكري
ففي قطاع الرعاية الصحية تحدد طرق الدفع الحوافز ومن ثم سلوكيات مختلف الأطراف، فنماذج الدفع الحالية مصممة لتوفير الدعم للرعاية العرضية للمرضى، وهي غير مرتبطة بنتائج حالة المريض. ومن الأهمية بمكان أن يوفر مزودو خدمات الرعاية الصحية رعاية متكاملة على عكس الرعاية العرضية، وفي الوقت نفسه التركيز على قيام المرضى بتحسين امتثالهم للرعاية المقدمة لهم واتخاذ التغييرات اللازمة في أسلوب عيشهم.

‪كابيل باتيا‬ (الجزيرة)
‪كابيل باتيا‬ (الجزيرة)

وأضاف باتيا أنه في ظل انتشار مرض السكري بصورة كبيرة في منطقة الخليج العربي وعدم توافر علاج في المستقبل القريب يتعين البدء منذ الآن في إدارة نتائج مرض السكري. وعلى الرغم من أن الإستراتيجيات الأربع المذكورة في التقرير لا توفر حلا جذريا للمشكلة فإنها تمنح الحكومات الخليجية فرصة لتبنّي نهج مبسط للتخفيف من آثار مرض السكري.

وأشار إلى أنه "نظرا لأن أغلبية السكان من فئة الشباب فإن التوقعات القاتمة للآثار المستقبلية لمرض السكري يمكن تغييرها إذا بدأت الحكومات العمل الآن".

لكنه لفت إلى أن كل إستراتيجية لن تكون كافية إذا طبقت بمعزل عن الإستراتيجيات الأخرى، ولكن عند تطبيقها مجتمعة سيكون لها تأثير من حيث الحد من انتشار المرض وتحسين حياة مرضى السكري في المنطقة، فضلا عن الحد من العبء على نظام الرعاية الصحية.

المصدر : الجزيرة