المائدة الأسرية الحميمة تقلل إصابة الأطفال بالبدانة

TORONTO, ON - SEPTEMBER 28 - The Chicano Family along with Bailey Greenspon share a Thanksgiving meal at the Toronto Star. (left to right) Zayin Chicano, Dana Chicano, Ibsen Chicano, Jaime Chicano, Mary Jean Chicano and Bailey Greenspon who is the 2014 Director of Share Thanksgiving a program that pairs immigrants with Canadian hosts for Thanksgiving dinner. (Carlos Osorio/Toronto Star via Getty Images)
الأسر الأكثر تواصلا على الطعام أقل احتمالا لأن يكون فيها أطفال يعانون زيادة في الوزن (غيتي)

أشارت نتائج دراسة أميركية حديثة إلى أن الأسر التي تظهر دفئا أكبر وتستمتع بالتناول الجماعي للوجبات العائلية تقل فيها احتمالية إصابة الأطفال بالسمنة، فالأسر التي تتواصل بشكل أكبر بشأن الطعام أقل احتمالا لأن يكون فيها أطفال يعانون من زيادة في الوزن.

وقالت المشرفة على الدراسة -التي نشرت في دورية طب الأطفال- جيريكا إم بيرج في قسم طب الأسرة وصحة المجتمع بجامعة مينيسوتا في مينيابوليس بالولايت المتحدة، إن الأبحاث السابقة أظهرت أن تناول الوجبات العائلية بشكل متكرر يقي من بدانة الشباب، مضيفة أن سبب ذلك ليس معروفا، وهو السؤال الذي تهدف الدراسة الحالية للإجابة عنه.

وشملت الدراسة 120 طفلا تتراوح أعمارهم بين 6 و12 عاما من أسر بمنطقة سان بول في مينيابوليس، والذين قالوا إنهم يتناولون العشاء مع الأسرة ثلاث مرات في الأسبوع على الأقل. وسجلت الوجبات العائلية بالفيديو على أجهزة آيباد لمدة ثمانية أيام.

وسجلت أنواع الأطعمة ومدة تناول الوجبات والتواصل والتفاعل بين الآباء والأبناء وبين الأشقاء. واستخدم الباحثون أيضا مسوحات ومقابلات مع الآباء والأطفال.

الأطفال الذين يتمتعون بوزن طبيعي كانوا يتناولون الوجبات العائلية لفترة أطول بحضور أب أو زوج أم، مقارنة مع نظرائهم الذين لديهم زيادة في الوزن

فترة أطول
وتبين أن الأطفال الذين يتمتعون بوزن طبيعي كانوا يتناولون الوجبات العائلية لفترة أطول بحضور أب أو زوج أم مقارنة مع  نظرائهم الذين لديهم زيادة في الوزن. وبشكل عام استمر العشاء نحو 16 دقيقة بمتوسط 18 دقيقة للأطفال أصحاب الوزن الصحي و13.5 دقيقة للأطفال البدن.

وقالت بيرج إن هذا الاكتشاف ربما يعني أنه عندما يكون الأطفال تحت رقابة أكبر خلال الوجبات تكون لديهم حماية أكثر ضد زيادة الوزن أو السمنة، بما يعنى أنه قد يكون هناك بيئة وجبات أقل فوضوية ومزيد من الفرص للتواصل.

وكانت الأسر التي تتسم بدفء ورعاية أكبر -كما صنفها الباحثون الذين تابعوا تسجيلات الفيديو- أقل احتمالا لأن يكون لديها أطفال يعانون من زيادة الوزن أو السمنة. وارتبط عدم الانضباط والاتجاهات الأبوية المتساهلة بزيادة في احتمالات السمنة في مرحلة الطفولة.

وقالت بيرج إن هذا ربما يعني أنه في الأسر التي يكون لديها أطفال لا يعانون من زيادة الوزن أو السمنة هناك تفاعلات أكثر إيجابية خلال الوجبة العائلية، وهو ما يوفر شعورا بالأمن والانتظام والقدرة على التنبؤ، مما قد يساعد الأطفال على تنظيم حياتهم اليومية بما في ذلك تنظيم سلوكياتهم الغذائية بشكل ذاتي.
يجب عدم استغلال وقت الوجبة العائلية لمتابعة الواجبات المدرسية للأطفال

ديناميات
وأشارت بيرج إلى أن هذه النتائج تحدد فقط الارتباط بين عادات الوجبات والبدانة في مرحلة الطفولة، ولا تثبت أن ديناميات تناول الطعام تسبب السمنة ولكن هناك بعض الإستراتيجيات الصحية المعروفة التي يمكن للآباء توظيفها على مائدة العشاء.

وقالت إن من المهم للأسر توفير وتشجيع أجواء إيجابية خلال الوجبات العائلية، وأضافت أنه على سبيل المثال يجب أن لا يُستخدم وقت الوجبة العائلية لمتابعة الواجبات المدرسية للأطفال، وبدلا من ذلك يجب استغلال الوقت للتواصل حول أمور الحياة اليومية لتعزيز التواصل بين أفراد الأسرة.

المصدر : رويترز