يشعر الكثير من هواة رياضة الجري بالرتابة والملل أثناء ممارسة رياضتهم المفضلة. وأرجع الخبير الرياضي الألماني إنغو فروبوزه ذلك إلى أن أغلبهم أصبح على دراية دقيقة بالمسافة التي يجريها كل يوم وكذلك بشكل الطريق والمنحنيات الموجودة به.
ويوضح هاله -وهو عضو الجمعية الألمانية ﻟﻤﻜﺎﻓﺤﺔ اضطرابات التمثيل الغذائي للدهون- أن المواظبة على ممارسة إحدى رياضات قوة التحمل بقدر معتدل من التحميل على الجسم -يسمح للشخص بالتحدث مثلاً أثناء ممارسة التمرين- يسهم في الحفاظ على مرونة جدران الأوعية الدموية ويعمل على تحسين توزيع كل من الكوليسترول الضار والكوليسترول المفيد بالدم، وبالتالي يحد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
ويردف الطبيب بأن ارتفاع نسبة الكوليسترول بالدم وقلة ممارسة الأنشطة الحركية يندرجان ضمن أكثر عوامل الخطورة المؤدية إلى الإصابة بتصلب الشرايين، كما يعتبران من الأسباب الرئيسية للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية كالأزمات القلبية والسكتات الدماغية.
وللحصول على هذا التأثير، ينصح هاله بممارسة الرياضة بقدر منخفض من التحميل على الجسم وثابت في الوقت نفسه، وذلك من خلال إحدى رياضات قوة التحمل المعتدلة كركوب الدراجات أو السباحة أو الجري، ولكن مع الالتزام بعدم تحميل جهد شديد على الجسم.
أما بالنسبة للأشخاص الذين يمارسون الرياضة لفترات قصيرة أو بتحميل شديد على الجسم، فيرى هاله أنهم بذلك يؤثرون على عملية التمثيل الغذائي للسكر بجسمهم أكثر من عملية التمثيل الغذائي للدهون، ومن ثم لن يمكنهم الاستفادة من تأثير الرياضة في الحد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
أما إذا أراد الأشخاص الذين لم يمارسوا الرياضة مطلقا قبل ذلك أو ظلوا لفترة طويلة دون ممارستها، البدء في ممارستها، فيجب عليهم الخضوع لفحص لدى طبيب مختص أولا للتحقق من مدى قدرتهم على التحمل ومدى مواجهتهم لخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وإلا قد تتسبب الرياضة بإلحاق الأذى بهم بدلا من إفادتهم.