خطة عالمية لمكافحة البدانة

انتشار البدانة بين البريطانيين هي الاعلى في اوروبا
undefined

دعت منظمة الصحة العالمية الدول إلى اتخاذ إجراءات للتعامل مع أزمة ارتفاع معدلات البدانة في المجتمعات، واضعة خطة تتضمن زيادة الضرائب على الأطعمة غير الصحية، ومنع بيع الأغذية والوجبات السريعة للأطفال، وإيقاف الدعاية المفرطة والتسويق "الهجومي" الذي يستهدف الصغار.

فبعد أن كانت زيادة الوزن مشكلة منتشرة في الدول الصناعية بنسبة تصل إلى 70% بين سكانها، أصبحت ظاهرة واضحة في دول العالم النامية في أفريقيا وأميركا اللاتينية، وذلك وفقا لبيانات منظمة الصحة العالمية.

وتبنت الدول الأعضاء بالأمم المتحدة يوم الاثنين خطة تنفذ على مدار سبع سنوات -وتمتد من 2013 إلى 2020- تهدف لمحاربة أمراض مثل اعتلال القلب والشرايين والسرطان والسكري، مؤكدة أن كلفة عدم التحرك تفوق كلفة التصدي لهذه الأزمة.

وتستهدف الخطة محاربة خيارات الحياة غير الصحية كالتدخين وتعاطي الخمور وتناول الأغذية السريعة، وتسعى لإيقاف الارتفاع العالمي في معدلات البدانة (زيادة الوزن المفرطة) في عام 2020.

ويؤكد مدير قسم التغذية للصحة والتطوير في منظمة الصحة العالمية فرانسيسكو برانكو أن محاربة البدانة هي إحدى أهم العوامل في التصدي للأمراض غير المعدية، كارتفاع ضغط الدم والسكري ومرض القلب.

وتشير أرقام المنظمة الأممية إلى أن نسبة البدانة العالمية قد تضاعفت بين عامي 1980 و2008، وأنه من بين كل ثلاثة بالغين يوجد واحد يعاني من الوزن الزائد، كما أن عُشر البالغين يصنفون كبدناء. أما الأطفال فيوجد 50 مليون منهم تحت سن الخامسة يعانون من الوزن الزائد.

‪50 مليون طفل تحت سن الخامسة يعانون من الوزن الزائد‬  (دويتشه فيلله)
‪50 مليون طفل تحت سن الخامسة يعانون من الوزن الزائد‬ (دويتشه فيلله)

ويموت كل عام 2.8 مليون إنسان نتيجة لزيادة الوزن أو البدانة، بالإضافة لنسبة كبيرة من حالات السكري وأمراض القلب والسرطان، والتي تعزى إلى زيادة الوزن.

وتعد أمة ناورو التي تعيش في جزيرة ناورو جنوب المحيط الهادي أكثر المجتمعات بدانة في العالم، بنسبة تصل إلى 71% من السكان.

أرخص لكنها مؤذية
ويلفت مراقبون إلى أنه نظرا لأن الأطعمة الغنية بالدهون والسكر والملح غالبا ما تكون أرخص من الأطعمة الصحية، فإن البدانة مشكلة تمتد وتنتشر في المجتمعات الفقيرة.

ويشرح الخبير بمنظمة الصحة العالمية غودفري جيوريب أن مستويات البدانة في الدول المتقدمة ثابتة تقريبا، ولكنها تتزايد بسرعة في الدول النامية.

وتشمل الخطة التي تدعو إليها المنظمة الأممية حث شركات الأغذية والمشروبات على خفض مستويات الملح والسكر في منتجاتها، واستبدال الدهون المشبعة ودهون "ترانز" غير الصحية بدهون غير مشبعة صحية، وتقليل حجم الحصص الغذائية التي تقدمها في منتجاتها.

كما تدعو الدول لفرض رقابة صارمة على تسويق الأطعمة غير الصحية والمشروبات للأطفال.

وقد رحبت شركات الأغذية بمعظم المقترحات، زاعمة أنها حققت بالفعل عدة خطوات لإعادة صياغة المنتجات الحالية لجعلها أكثر صحة، وكبح جماح الإعلان عن الأطعمة والمشروبات غير الصحية للصغار.

المصدر : الفرنسية