أسباب آلام العنق وطرق علاجها

تعددت أسباب آلام العنق ما بين الإجهاد والتقلصات العضلية والتوتر العصبي والانزلاق الغضروفي الذي قد يسبب آلاما حادة ومزمنة تفشل الأدوية والنشاط الجسدي وغيرها من الإجراءات غير الجراحية في تخفيفها، لذلك ينصح الأطباء الألمان باللجوء إلى التدخل الجراحي للتعامل مع هذه الحالات.

في البداية اعتقدت أندريا فوديه أنها مصابة بمجرد تقلص عضلي بعد استيقاظها في صبيحة أحد الأيام لتجد نفسها عاجزة عن القيام من السرير، وحتى عن تحريك رأسها. أجلت أندريا مراجعة الطبيب أسبوعا كاملا، وعندما راجعت أخصائي العظام أخبرها بإصابتها بانزلاق غضروفي في فقراتها العنقية، وشدد على أن الجراحة العاجلة هي خيارها الوحيد وإلا سوف تنتهي في كرسي متحرك.

لم توافق أندريا على إجراء الجراحة واستمزجت رأي طبيب العائلة الذي كان له نظرة أخرى مختلفة عن طبيب العظام، إذ أكد الطبيب العام مارتن فاينر عدم وجود أعراض شلل لدى أندريا، وهذا يعني إمكانية علاج الانزلاق الغضروفي بالدواء والتمارين الرياضية التي تقوي العضلات المحيطة بالفقرات العنقية مما يدعمها ويساعد على تعافيها.

فالتدخل الجراحي كما يرى الدكتور فاينر يجب أن يقتصر على الحالات التي تفشل فيها الأدوية والإجراءات غير الجراحية في تخفيف الآلام.

وتقوم أندريا بممارسة الرياضة ثلاث مرات في الأسبوع بالإضافة إلى العلاج الطبيعي. ومع مارسه من مجهود حركي كبير، خفت آلامها كثيرا عن السابق.

أما في مكتبها فقد اشترت تجهيزات جديدة أكثر ملاءمة لظرفها الصحي الجديد منها الفأرة القلمية، إذ إن الجلوس الطويل أمام شاشة الكمبيوتر يعد أحد أهم أسباب آلام العنق، فيما تقلل الفأرة القلمية من الإجهاد الواقع على العنق والكتفين.

ويرى أخصائي العظام الدكتور طارق رسلان في حديث له مع دويتشه فيلله وجود عدة أسباب لآلام العنق، منها مشاكل العمود الفقري أو قصر النظر أو مشاكل الأسنان أو الأذنين.

لذلك ينصح الدكتور طارق من يعانون من آلام مزمنة في العنق بضرورة زيارة طبيب متخصص في العظام لمعرفة السبب، واتخاذ الإجراء اللازمة بدل الاكتفاء بالمسكنات.

وتعد منطقة العنق من الأماكن الحساسة، نظرا لكونها تربط بين رأس الإنسان (الذي يبلغ وزنه 5 كيلوغرامات) والعامود الفقري (الذي يحتوي النخاع الشوكي)، وعادة ما تنشأ الآلام الحادة عندما تضغط الفقرات المنزلقة على الأعصاب الموجودة في الفقرات.

وينصح الدكتور طارق بممارسة التمارين الرياضية خاصة من قبل سائقي سيارات الأجرة وأصحاب المهن المكتبية للحفاظ على ليونة العضلات وتقويتها.