أدوية السكري عند الأطفال غير فعالة

وجود خلايا ذهنية ضخمة في منطقة البطن والخصر قد يكون مؤشراً على احتمال الاصابة بمرض السكري مستقبلاً.
undefined

كشفت دراسة طبية أن مرض السكري المرتبط بالسمنة لدى الأطفال لا يستجيب لمحاولات العلاج، وقالت إن الباحثين الطبيين أصيبوا بالصدمة لمعرفتهم بضعف أداء علاجات السكري عند الأطفال بالمقارنة مع أدائها الأفضل عن البالغين.

وأشارت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية نقلا عن الدراسة إلى أن للسكري المرتبط بالبدانة أو الناتج عنها تأثيرات سلبية على الشباب في الولايات المتحدة، وذلك بدرجة أكبر مما كان يتوقعه الخبراء الطبيون.

وكشفت دراسة طبية جديدة عن ارتفاع معدلات الإصابة بالسكري من النوع الثاني بالتزامن مع ارتفاع في معدلات السمنة لدى الأطفال، مما يثير قلقا آخر يتمثل في كون الداء ينتشر بين الأطفال بشكل أسرع من انتشاره بين البالغين، وأنه يصعب علاجه بشكل أكبر.

ووصف رئيس فريق الدراسة ومدير مركز السكري في مستشفى ماساتشوستس العام ديفد ناثان قساوة مرض السكري على الأطفال بأنه شأن مخيف وأنه ليس من طريقة للتخفيف من تلك القساوة عند الأطفال.

نسبة إصابة الأطفال بالسكري من النوع الثاني قبل تسعينيات القرن الماضي كانت قليلة ونادرة، ولا تزال غير مألوفة بشكل كبير، ولكن الخبراء يحذرون من انتشار هذا الداء القاسي على الأطفال

قساوة الداء
وأضافت الصحيفة أن نسبة إصابة الأطفال بالسكري من النوع الثاني قبل تسعينيات القرن الماضي كانت قليلة ونادرة، وأنها لا تزال غير مألوفة بشكل كبير في الوقت الراهن، ولكن  الخبراء يحذرون من انتشار هذا الداء القاسي على الأطفال، مشيرين إلى أن الفترة من 2002 إلى 2005 شهدت نحو 3600 حالة إصابة بالسكري من النوع الثاني بين الأطفال، وهي آخر السنوات التي تتوفر بشأنها بيانات.

وقالت العضوة في فريق البحث روبين غولاند -وهي أحد مديري مركز نعومي بيري للسكري التابع للمركز الطبي لجامعة كولومبيا في نيويورك- إن هذه الدراسة هي الأوسع من نوعها بشأن مرض السكري من النوع الثاني.

وأضافت غولاند أن الأطفال يعانون من شيء ما كان له أن يصيبهم في مثل هذه المرحلة الصغيرة من العمر.

 وبينما أشارت نيويورك تايمز إلى أن أسباب صعوبة السيطرة على السكري من النوع الثاني بين الأطفال والمراهقين لا تزال غير معروفة، قال الباحثون إن النمو السريع وكثافة التغيرات الهرمونية في سن البلوغ ربما تلعب دورا في صعوبة المعالجة من هذا الداء.

وخضع للدراسة 699 طفلا ما بين العاشرة والسابعة عشرة من العمر، وذلك في مراكز طبية في أنحاء الولايات المتحدة لنحو أربع سنوات.

وأظهر البحث عدم جدوى الأدوية المعروفة والتي تؤخذ عن طريق الفم لمعالجة السكري من النوع الثاني لدى قرابة نصف عدد الأطفال الذين خضعوا للدراسة، وذلك بعد تناولهم إياها لعدد قليل من السنوات.

حقن أنسولين
كما أنه توجب حقن الأطفال بالأنسولين بشكل يومي من أجل السيطرة على نسبة السكري في دمهم، مما شكل صدمة لدى الباحثين عند اكتشافهم أن أداء الأدوية عن طريق الفم كان ضعيفا عند الأطفال رغم كونه أفضل بشكل كبير عند البالغين.

وأشارت الصحيفة إلى أن نتائج الدراسة نشرت في مجلة نيوإنغلاند الطبية الأحد الماضي، وإلى أن النتائج تشير إلى صعوبات مستقبلية وذلك لأن عدم  السيطرة على معدلات السكري في الدم من شأنه تعريض المصابين لمخاطر يتمثل بعضها في أمراض القلب ومشاكل في العيون وتلف في الأعصاب وبتر للأطراف وفشل في أداء الكلى.

وأشار ناثان إلى أنه كلما عانى الناس من السكري فترة أطول زادت إمكانية تعرضهم لمخاطر أخرى، ومن هنا فإن الأطفال المصابين بالسكري يعانون من مضاعفات في وقت أبكر بكثير من البالغين.

المصدر : نيويورك تايمز