بنك للعيون في لبنان

سعد تتوسط مجموعة أكفاء استعادوا قرنياتهم

نجلاء سعد تتوسط مجموعة مرضى استعادوا قرنياتهم (الجزيرة نت)

نقولا طعمة–صيدا

في واحدة من محاولات الاغتيال التي تعرض لها، فقد رئيس التنظيم الشعبي الناصري السابق مصطفى سعد بصره في عملية تفجير سنة 1984.

سعد ذاق مرارة العمى فكانت دافعا له ولعائلته لتأسيس مركز لمساعدة العمي على استعادة أبصارهم، فكان "بنك العيون" الذي تحوّل لاحقا إلى "المركز الوطني للعيون"، الذي يقع مركزه بمدينة صيدا جنوب البلاد.

وقد تولت عقيلته نجلاء إدارة المركز بعد وفاته، فأمّن آلاف القرنيات لمحتاجين لها، بالإضافة إلى مساهمته في التوعية بالاهتمام بصحة العيون والحفاظ عليها.


تصميم على الاستمرار
وشرحت أمينة سر المركز هبة غانم للجزيرة نت طريقة تأمين القرنيات من واهبين، وقالت إن أي واهب يملأ ثلاث استمارات، واحدة للمركز واثنتين له ولأهل بيته، و"إذا وقع له حادث يتلقى المركز اتصالا من أهله ويسرع الطبيب للحصول على قرنيتيه، فنزرعهما لاثنين من المحتاجين".

وأوضحت أن عملية الزرع تتم في المستشفيات على نفقة وزارة الصحة بنسبة 90%، ويتولى المريض تغطية الباقي، مؤكدة أن هناك مائتي طلب للقرنيات لدى المركز حاليا، وأن من بين كل عشرة مرضى عيون، هناك حالتان تحتاجان عادة لزراعة قرنية.

المركز حسب مديرته نجلاء سعد طوى سنته الـ17 "بكثير من التصميم على متابعة المسيرة التي انطلقنا بها، وصولا إلى الأهداف التي رسمناها معا للإسهام في إعادة البسمة والأمل ﻷشخاص حرموا من نعمة البصر".

وتقول نجلاء إن المركز تأسس ليسد ثغرة في الاحتياجات المتعاظمة لفاقدي البصر، أو أولئك الذين يعانون مشكلات في العين، حيث تندر المؤسسات الاجتماعية والصحية والأهلية الناشطة في هذا المجال.

وأضافت أن المركز يؤمّن أوسع شبكة متطورة لتوفير قرنيات العين ﻷصحاب الحاجة، ويبني علاقات تعاون مع أكثر من مؤسسة أهلية عربية ولبنانية للتنسيق في النشاطات المشتركة.

المركز يسعى إلى تأسيس مستشفى متخصص للعيون (الجزيرة نت)
المركز يسعى إلى تأسيس مستشفى متخصص للعيون (الجزيرة نت)

مستشفى متخصص
ويسعى المركز –حسب مديرته- إلى تأسيس مستشفى متخصص في أمراض العيون، ويجري سنوياً عددا كبيرا من عمليات زرع القرنية، بلغ عددها حتى الآن أكثر من 5000 عملية في لبنان والوطن العربي.

كما ذكرت أن أطباء المركز يتولون المعاينة المجانية والمتابعة الدورية ﻷكثر من عشرة آلاف حالة سنويا في عيادة المركز يعاني أصحابها من مشكلات في العيون.

ومن جهتها أوضحت هبة غانم أن المركز ينظّم حملات توعية للحفاظ على صحة العيون والوقاية من أمراضها، خصوصا في صفوف الطلاب الذين يمضون ساعات طويلة في الدراسة، ومستعملي أجهزة الكمبيوتر باستمرار، إضافة إلى مرضى السكري.

المصدر : الجزيرة