علماء يطالبون الصحة العالمية بإدانة المعالجة المثلية

A doctor crushes different drugs into powder in a bowl in Jakarta March 29, 2009. Experts warn that driven by profits from selling medicine, some doctors from Indonesia to Hong
المعالجة المثلية لا تنفع مع الأمراض الخطيرة كالإيدز (رويترز-أرشيف)

ناشد علماء بريطانيون منظمة الصحة العالمية إدانة علنية لما يعرف بالمعالجة المثلية -وهي معالجة الداء بإعطاء المصاب جرعات صغيرة جدا من دواء لو أعطي لشخص سليم لأحدث عنده مثل أعراض المرض المعالج- كوسيلة علاجية لأمراض خطيرة مثل الإيدز والسل والملاريا.

 
ودعا الباحثون -وكثير منهم عملوا في دول نامية- منظمة الصحة العالمية إلى التحرك وسط مخاوف من أن المرضى الضعاف يموتون بعد تحولهم إلى مستحضرات المعالجة المثلية بدلا من الأدوية الفعالة.
 
وقالت ذي غارديان إن منظمة الصحة العالمية تعمل مع منظمات وطنية لتشجيع المعالجة المثلية والأدوية البديلة الأخرى في برامجها للصحة العامة.
 
وأشارت إلى أن ممارسي المعالجة المثلية افتتحوا عيادات في كل أنحاء آسيا وجنوب الصحراء الأفريقية ويعالجون مرضى مصابين بالإيدز والملاريا والإنفلونزا وإسهال الطفولة، ولم تبد على أي مريض أي استجابة للمعالجة المثلية. وكثير من المرضى يقال لهم إن الأدوية التقليدية لها مفعول مؤقت فقط وأن مستحضرات المعالجة المثلية بدائل رخيصة وفعالة بآثار جانبية أقل.
 
وقال العلماء في خطاب مفتوح للمنظمة إن "أولئك الذين يعملون منا مع شعوب أكثر المناطق القروية فقرا في العالم يصارعون بالفعل لتقديم المساعدة الطبية المطلوبة. وعندما تحل المعالجة المثلية محل العلاج الفعال يموت الناس".
 
أما أدوية المعالجة المثلية فهي تصنع بتخفيف مستمر لبعض المستحضرات بالماء حتى لا يكون هناك أثر للمركب الأصلي. والرأي الطبي السائد هو أن هذه العلاجات المثلية ليست أكثر فعالية من العلاجات البديلة.
 
وعلقت الدكتورة دانيلا مواليم -وهي اختصاصية في الفيزياء الحيوية في يونيفرسيتي كوليدج بلندن- بأن "المعالجة المثلية رخيصة لكن ليس هناك دليل على أنها تفيد في هذه الأمراض، والطريقة التي يروج لها بها ممارسوها خطيرة وغير أخلاقية إطلاقا. فهناك أدوية تنفع فعلا وينبغي علينا أن ندافع عن محاولة إيصالها للناس".
 
وبحسب تقديرات منظمة الصحة العالمية فإنه كان هناك 33 مليون شخص يعيشون بفيروس نقص المناعة المكتسبة في نهاية 2007، وخلال هذا العام فقط مات مليونا شخص من الإيدز، بما في ذلك 270 ألف طفل. وثلثا حالات الإيدز العالمية موجودة في جنوب الصحراء الأفريقية".
 
وقد سجلت المنظمة 247 مليون حالة ملاريا ونحو مليون حالة وفاة عام 2006 ويموت طفل من هذا المرض كل 30 ثانية.
 
وأشارت الصحيفة إلى أن مشروعات المعالجة المثلية تتركز في كينيا وتنزانيا وإثيوبيا وغانا وبتسوانا وكلها تقدم علاجا لمرضى الإيدز أو الملاريا أو الإسهال أو الإنفلونزا.
المصدر : الصحافة البريطانية