ارتباط الصدفية بزيادة مخاطر السكري وضغط الدم

تصميم عن مرض السكري

 

مازن النجار
قدمت دراسة واسعة النطاق مزيدا من الصدقية للارتباط الذي رجحه العلماء طويلا بين مرض الصداف الجلدي (الصدفية) والبول السكري وفرط ارتفاع ضغط الدم، حسب هلث ديه نيوز (health day news).

وأجرى الدراسة باحثون بقيادة الدكتور أبرار قريشي، أستاذ الأمراض الجلدية بمستشفى بريغهام للنساء ببوسطن وكلية طب جامعة هارفارد. ونشرت حصيلتها مؤخرا بدورية "أرشيف طب الجلد"، الصادرة عن الجمعية الطبية الأميركية (AMA).

وكان الباحثون قد اشتبهوا بأن الصلة المشتركة بين هذه الأمراض المناعية الثلاثة، أي الصداف والسكري وارتفاع ضغط الدم، لا بد أن تكون التهابات مزمنة ذات ارتباط بالحالات المرضية الثلاث. وقد تمكن الباحثون، في هذه الدراسة، من تقييم مستوى مخاطر الإصابة بمرض السكري وارتفاع ضغط الدم لدى النساء المصابات بالصدفية.

يلفت الدكتور قريشي، مؤلف الدراسة، إلى أن السؤال الرئيس بين أهل الاختصاص هو ما إذا كان هناك من خيوط مشتركة بين أمراض المناعة الذاتية، واحتمالات أو مخاطر أن يصاب مرضى أحدها بالمرضين الآخرين.


زيادة مخاطر الإصابة
يذكر أن أبحاثا سابقة وجدت أن لمرض صدفية الجلد ارتباطا بارتفاع مخاطر الإصابة بأمراض أخرى أو حتى بالوفاة.

لكن من ناحية أخرى، ينتهي أمر الغالبية العظمى من مرضى البول السكري إلى الإصابة بارتفاع ضغط الدم، بينما تصاب نسبة أقل من مرضى ارتفاع ضغط الدم بمرض البول السكري.

واستخدم مؤلفو الدراسة بيانات ومعطيات لنحو 78 ألف امرأة، أعمارهن بين 27 و44 سنة، شاركن في مشروع مسحي واسع النطاق يسمى "دراسة صحة الممرضات"، وتمت متابعتهن لمدة 14 عاما. ولم يكن بينهن لدى بدء الدراسة أي مريضة بالبول السكري.

وجدت الدراسة أن المشاركات المصابات بالصدفية أكثر تعرضا للإصابة بالسكري بنسبة 63% وللإصابة بارتفاع ضغط الدم بنسبة 17%، مقارنة بالمشاركات غير المصابات بالصدفية.

المعلوم أن الالتهاب أحد عوامل زيادة مخاطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم، وقد يعزز أيضا مقاومة الجسم للإنسولين تمهيدا للإصابة بمرض السكري. لذلك فالالتهاب المزمن قد يفسر ذلك الارتباط.

يقترح الباحثون استخدام عقاقير ستيرويد لعلاج الصدفية، رغم عدم شيوع هذا المسار العلاجي بالولايات المتحدة.


مراقبة مقاومة الإنسولين
اللافت أيضا أن ارتباط الصدفية بالمرضين الآخرين جاء مستقلا، في التحليل، عن قيمة مقياس كتلة الجسم، مؤشرا على الوزن، ما يستبعد دور البدانة ومتلازمة الأيض في تفسير هذا الارتباط.

لكن كيف يمكن الإفادة بهذه النتائج؟

يرى الباحثون أن النتائج تفتح الباب للتفكير بأن مرضى الصدفية يحتاجون لفحص أو فرز جماعي لاحتمال إصابتهم بمرض السكري، مع أنه من المبكر الوصول لفرضية نهائية حول الموضوع. بيد أن الأمر يستحق إجراء اختبارات البول السكري حتى وإن لم يكن مرضى الصدفية بدناء بالضرورة.

ويرى بعض اختصاصيي الغدد الصماء أنه قد ينبغي النظر في اختبار مقاومة الإنسولين أيضا. ولا تزال الحاجة قائمة لمزيد من البحث لمعرفة ما اذا كان مرضى الصدفية ينبغي علاجهم من مقاومة الأنسولين، أو على الأقل إجراء فرز لذلك.

المصدر : الجزيرة