طبيب فلسطيني يجري عملية نادرة

بعد أعضاء للطاقم الذي اجري العملية
بعض أعضاء الطاقم الذي أجرى العملية التي استغرقت ساعتين (الجزيرة نت)
 
أحمد فياض-غزة
 
نجح طبيب فلسطيني شاب بمساعدة طاقم طبي مكون من ثلاثة أطباء في إجراء عملية قسطرة علاجية تعتبر الأولى من نوعها على مستوى العالم، لمريض من غزة كان يعاني من ارتفاع في ضغط الدم وجلطة قلبية حادة في الجدار السفلي للقلب نتيجة انسداد مفاجئ في الشريان التاجي الأيمن.
 
الإشكالية الكبرى التي كادت تودي بحياة المريض هي اكتشاف الاستشاري ورئيس قسم القسطرة في مستشفي غزة الأوروبي الطبيب محمد حبيب أثناء إجرائه عميلة القسطرة التشخيصية وجود ضيق بنسبة 80% في الشريان التاجي الأيمن وحصول تمزق شديد في جذع الشريان التاجي الأيسر, ابتداءً من الشريان الأورطي وحتى منتصف الشريان التاجي الأيسر، الأمر الذي أدى إلى إغلاق الشريان الأيسر فجائياً بشكل كامل.
 
وبحسب الطبيب فإن هذه الحالة نادرة جدا وتحدث لمريض واحد من بين ألف مريض يتم إجراء قسطرة تشخيصية لهم على مستوى العالم، وتعتبر من أهم أسباب الموت الرئيسية في عملية القسطرة التشخيصية.
 
وفي ظل احتياج هذا النوع من الحالات إلى عملية قلب مفتوح سريعة جداً، واستحالة تحقيق ذلك لصعوبة نقل المريض نتيجة إغلاق المعابر والحصار، لم يبق أمام الطبيب والطاقم المرافق له سوى مواصلة إجراء عملية القسطرة العلاجية بسرعة، وإلا فإن المريض سيفارق الحياة.
 

حبيب: حالة المريض نادرة جداً وتعتبر من أهم أسباب الوفاة في القسطرة (الجزيرة نت)
حبيب: حالة المريض نادرة جداً وتعتبر من أهم أسباب الوفاة في القسطرة (الجزيرة نت)

إصلاح الشريان
تحرك الطبيب المعالج والفريق المرافق له بسرعة كبيرة بعد توقف قلب المريض، الذي يبلغ من العمر 42 عاماً، أثناء عملية القسطرة وتمت إعادة تشغيله عن طريق الصدمات الكهربائية، وبدؤوا العمل.
 
وبعد عدة محاولات فاشلة تمكنوا من إدخال سلك رفيع إلى مجرى الشريان الأيسر الممزق واستطاعوا اجتياز منطقة التمزق ونجحوا في تثبيت أول شبكة معدنية بداخله في بداية فوهة الشريان، ثم عمدوا إلى تركيب شبكة معدنية (دعامة) أخرى في منتصف الشريان, ونجحوا في إصلاح الشريان وفتحه بالكامل.
 
ويقول الطبيب الاستشاري محمد حبيب إن العملية استغرقت قرابة ساعتين وتكللت بالنجاح وإن المريض تماثل للشفاء بعد 48 ساعة من إجراء العملية وفي انتظاره عملية قسطرة أخرى في وقت لاحق لفتح الشريان الأيمن.
 
وأثنى حبيب على دور الأطباء -علاء نعيم، ووائل حجازي، وإياد السعافين وجميعهم من حملة درجة الماجستير في أمراض القلب- وطاقم التمريض على جهودهم الكبيرة التي كان لها عظيم الأثر بعد إرادة الله في إنقاذ حياة المريض.

الصعوبات
وذكر أن من أبرز الصعوبات التي واجهت الطاقم أثناء إجراء العملية، وضع المريض غير المستقر حيث توقف قلبه عن العمل, وضيق التنفس لديه, وتعرضه لآلام حادة في الصدر، فضلاً عن سيف الوقت الذي كان مصلتاً على الفريق، لأن المريض كان يحتاج بصورة متواصلة لتدفق الدم إلى القلب.

 

الحاج: العملية دليل على قدرة الطبيب الفلسطيني على الإبداع (الجزيرة نت)
الحاج: العملية دليل على قدرة الطبيب الفلسطيني على الإبداع (الجزيرة نت)

وبدوره اعتبر مدير مستشفى غزة الأوروبي عبد اللطيف الحاج أن نجاح إجراء هذه العملية إضافة ونقلة نوعية لعمليات القسطرة التشخيصية والعلاجية بغزة في ظل الحصار المطبق الذي يمنع إدخال المعدات الطبية ويؤثر على القدرات الطبية بالقطاع.

 
وأضاف في تصريح للجزيرة نت، أن نجاح الأطقم البشرية في مشافي غزة في إجراء عدة عمليات مميزة هو دليل على قدرة الطبيب الفلسطيني على الإبداع إذا توفرت له الإمكانيات والأدوات الطبية اللازمة.
 
يشار إلى أن الطبيب حبيب يبلغ من العمر 35 عاما، وهو من خريجي جامعة إسطنبول بتركيا وحاصل على درجة الدكتوراه عام 2005، وقد قدم منذ تخرجه 36 بحثا علميا تتعلق بالقسطرة وأمراض القلب، ومنها بحوث منشورة في المجلات الطبية العالمية الكبرى.
المصدر : الجزيرة