اضطرابات النوم تؤدي إلى حرق سعرات حرارية أكثر

النوم الجيد يحافظ على رشاقة الجسم
undefined
 
مازن النجار
 
وجدت دراسة أميركية جديدة، نشرت مؤخرا بدورية "أرشيف جراحة الرأس والعنق"، أن الأشخاص الذين يعانون أسوأ أعراض انقطاع النّفَس (البُهر) أثناء النوم يحرقون في المتوسط 373 سعرا حراريا إضافيا يوميا، مقارنة بالذين يعانون حالات معتدلة من انقطاع النفس.
 
وبحسب إيفلكسميديا، يعتقد الباحثون أن تغيرات بالجهاز العصبي، تطلقها هذه الحالة، قد تكون مسؤولة عن تلك الظاهرة.
 
يمثل الشخير الثقيل بالطبع ازعاجا لشركاء الشخص المصاب بالحالة، لكنه قد يكون أيضا مؤشرا على مشكلة أكثر خطورة لدى هذا الشخص.
 
يحدث البُهْر أو توقف النَفَس مؤقتا لدى انسداد المسارات الهوائية جزئيا أو كليا أثناء النوم. والبهر يحرم المصاب به وأي شخص بجانبه من الحصول على قسط كاف من النوم والراحة بالليل، كما يعاني المصابون به من النعاس نهارا. وهناك أيضا ارتباطات للبُهر بمشكلات القلب والشرايين وارتفاع ضغط الدم.

استجابة الجهاز العصبي
وكان الدكتور إريك كزيريان وزملاؤه بجامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، قد بحثوا في علاقة زيادة الوزن بحالات بهر النوم، عندما قاموا بقياس السعرات الحرارية التي تُحرق بأحوال الراحة لدى 212 مريضا يعانون جميعا من بهر النوم أو اضطرابات النوم الأخرى.

 
ووجدت الدراسة أن الذين يعانون من أعراض بهر النوم الحاد استهلكوا 1999 سعرا يوميا، في حين استهلك أفراد بهر النوم الخفيف 1626 سعرا في المتوسط.
 
وترى الدراسة أن الطاقة التي يستخدمها الجهاز العصبي استجابة لأنماط النوم السيئة النوعية في حالات الشخير الثقيل هي السبب وراء ذلك. ولم تقدم الدراسة تفسيرا لارتباط البدانة ببهر النوم.
 
يعتقد بعض خبراء النوم أن نتائج الدراسة معقولة تماما وتتسق مع أحوال وخبرات مرضاهم، الذين يجدون صعوبة في فقدان بعض أوزانهم بعد أن عولجت أعراض بهر النوم لديهم.


"
التأثيرات الأخرى لبهر النوم لا تجعله طريقة جيدة تماما لخفض الوزن. فمرضى بهر النوم يعانون نعاسا شديدا خلال النهار ويفتقدون الدافع لممارسة أي تمرينات بدنية
"

السبب النهائي مجهول
وكان بعضهم يعتقد أن لبهر النوم فعل وتأثير التمرينات البدنية من حيث فقد الوزن، وقد تأكد ذلك أخيرا، إذ وجد الباحثون ثلاثة أسباب لتعليل حرق مرضى بهر النوم لسعرات أكثر أثناء الليل.

 
فهم يقضون أوقاتا أقل في النوم العميق، الذي تنخفض خلاله درجة حرارة الجسم طبيعيا. وهم ينفقون طاقة أكثر في محاولة التنفس، ناهيك عن أنه في كل مرة يتقطع نومهم بسبب مشكلات التنفس هذه، تطلق أجهزتهم العصبية جرعة أدرينالين تحرق بدورها مزيدا من السعرات.
 
بيد أن السبب النهائي لفقد مرضى بهر النوم هذه السعرات لا يزال غير معروف على أي حال، وهو موضوع لمزيد من الدراسات.
 
لكن يلفت الخبراء إلى أن التأثيرات الأخرى لبهر النوم لا تجعله طريقة جيدة تماما لخفض الوزن. فمرضى بهر النوم يعانون نعاسا شديدا خلال النهار، ويفتقدون الدافع لممارسة أي تمرينات بدنية، بل إنه من المعلوم أن الحرمان من النوم يزيد من الشهية للطعام ويقلل قوة الإرادة.
المصدر : الجزيرة