الموجات الصوتية تتفادى النزيف بجراحات الكبد

صورة من احدى المحاضرات / مؤتمر الجراحة الدولي في أثينا يكشف عن اختراعات مهمة
مؤتمر أثينا أزاح الستار عن اختراعات مهمة (الجزيرة نت)

شادي الأيوبي-أثينا

أزاح مؤتمر الجراحة الدولي الـ26 الذي عقد بالعاصمة اليونانية على مدى الأيام القليلة الماضية الستار عن اختراعات جديدة في مجال التقنيات الطبية الحديثة.

ففي مجال جراحة الأورام, قال الجراح المصري ناجي حبيب للجزيرة نت إنه قدم في المؤتمر جهازا يستعمل الموجات الصوتية في جراحات الكبد, بما يساعد على تفادي النزيف الحاد الذي قد يحدث بسبب الشرايين والأوعية الدموية التي تنتشر بالكبد.

ويشير حبيب إلى أن الجهاز المذكور يتيح استئصال أورام الكبد دون أي نزيف، بما يعفي المريض من الحاجة لأي كمية من الدم، إضافة إلى الخروج السريع من المستشفى بعد إجراء الجراحة.

وتحدث الطبيب المصري عن تطور آخر في مجال الخلايا الجذعية التي تعد مسؤولة عن تجديد جسم الإنسان، حيث تم الكشف عن خلايا منها في العظام، وتمكن من استخراج هذه الخلايا وتنميتها في المختبر لمدة أسبوعين تقريبا، لزرعها في أجسام المرضى الذين يعانون من الفشل الكبدي.

وأشار إلى أنه يتم زرع خلايا بدل زرع أعضاء للمريض، مضيفا أن أبحاثا تجري في هذا المجال لتنمية خلايا تفرز الأنسولين بهدف إعطائها لمرضى السكر.

"
مؤتمر أثينا توزع على عدة ورش عمل شارك به نحو ألفي جراح من اليونان وقبرص ودول أوروبية أخرى, وأطباء من أميركا وقلة نادرة من الأطباء العرب 
"

وشدد حبيب على أهمية هذه الأبحاث والاكتشافات للمنطقة العربية حيث ينتشر السكر وفيروس الكبد.

الروبوت الجراح
من جهته أوضح د. كوستاكيس أستاذ الجراحة في جامعة أثينا ومنظم المؤتمر، أن المؤتمر شهد الإعلان عن تقدم في مجال "الروبوت الآلي الجراح" الذي يوفر مستوى مرتفعا من الدقة والتركيز، إضافة إلى العمليات بالمنظار المتطور، وفي مجال الأدوية وتقنيات نقل الأعضاء.

وأشار كوستاكيس في حديثه للجزيرة نت إلى أنه بات الآن بالإمكان اكتشاف مختلف أنواع السرطان بسرعة أكبر من السابق، فيما شهدت السنوات الأخيرة نجاحا في مواجهة سرطان الثدي، وسرطان المريء والبروستات والكبد.

الأسباب والوقاية
وحذر كوستاكيس من عوامل تسبب زيادة حالات السرطان المختلفة على رأسها التلوث البيئي والتدخين، والمواد الكيمياوية، مشددا على أن تمتع المريض بروح معنوية عالية يلعب دورا مهما في الإسراع بشفائه وتقوية جهاز المناعة لديه.

كما شدد على أن الوقاية والفحوص الدورية تبقى أفضل السبل لمواجهة السرطان، خاصة سرطان الثدي والبروستات، مشيرا إلى أن الكثير من النساء في منطقة المتوسط ولأسباب اجتماعية أو اقتصادية أحيانا لا يقمن بالفحوص الدورية اللازمة للكشف المبكر عن هذا المرض.

يشار إلى أن المؤتمر، الذي توزع على عدة ورش عمل، شارك به نحو 2000 جراح من اليونان وقبرص ودول أوروبية أخرى.

كما حضر أطباء من أميركا وقلة نادرة من الأطباء العرب، فيما عرضت شركات الأدوية وأدوات الجراحة المشاركة آخر ما توصلت إليه. ويعقد المؤتمر كل عامين، بتنظيم من مؤسسة الجراحة اليونانية، إحدى كبرى المؤسسات الصحية في اليونان.

المصدر : الجزيرة