لقاح الالتهاب الرئوي يقي الأطفال من التهابات الأذن

لقاح الالتهاب الرئوي يقي الأطفال من التهابات الأذن

 

مازن النجار
يعاني الكثير من الأطفال ومعهم الآباء والأمهات من التهابات الأذن التي تصيب الصغار في سن مبكرة، وتنتقل عدواها بسرعة في دور الحضانة التي ينتظم بها أطفال الأمهات العاملات.

ولكن لقاحا مقصودا به مكافحة التهاب الرئة وما يتصل به من التهابات قد أثبت فاعلية في وقاية الأطفال من التهابات الأذن الشائعة، وفقا لدراسة نشرتها مجلة "طب الأطفال" أو Pediatrics.

توصيات ناجعة
وتركز الدراسة التي أجراها باحثون أميركيون من بجامعة فاندربيلت بولاية تنيسي ومن المركز القومي الأميركي للتطعيم وأمراض التنفس على لقاح الالتهابات المرافقة لعدوى بكتيريا "المكورات الرئوية" pneumococcal المعروف بـ(PCV7)، الذي يستهدف التهابات هذه البكتيريا التي تسبب أمراضا خطيرة، كالالتهاب الرئوي والالتهاب السحائي.

ويمكن لهذا اللقاح أيضا أن يمنع التهابات الأذن التي يسببها نوع معين من بكتيريا المكورات الرئوية، لكن اللقاح لا يحمي من الأسباب الأخرى لالتهابات الأذن.

وكانت مراكز السيطرة على الأمراض (CDC) قد أوصت بأن يتلقي جميع الأطفال لقاح (PCV7) على أربع جرعات قبل بلوغهم سن الثانية. كذلك، توصي مراكز السيطرة على الأمراض بأن يتم تلقيح الأطفال غير المطعمين بين سن الثانية والخامسة بهذا اللقاح.

وتظهر الدراسة أن هذه التوصيات، التي وضعت موضع التنفيذ بالولايات المتحدة منذ منتصف العام 2000، قد تكون نجحت في الحد من إصابة الأطفال بالتهابات الأذن المتكررة.

التهابات أقل
اعتمد الباحثون في هذه الدراسة على بيانات ومعطيات برنامج ولاية تنيسي الطبي لرعاية الأطفال منخفضي الدخل، وثلاث مؤسسات طبية تجارية بولاية نيويورك. والمعلوم أن "التهابات الأذن المتكررة" تصيب الأطفال ثلاث مرات على الأقل خلال ستة أشهر أو أربع مرات على الأقل خلال سنة.

وقد أظهرت الدراسة أن التهابات الأذن المتكررة كانت أقل شيوعا بين الأطفال الذين ولدوا بعد أن أصدرت مراكز السيطرة على المرض توصياتها، مقارنة بالأطفال الذين ولدوا قبل ذلك.

فمثلا، نسبة 33% من أطفال ولاية تنيسي المولودين في 1998 أو 1999 أصيبوا بالتهابات الأذن المتكررة لدى بلوغهم سن الخامسة، لكن النسبة انخفضت إلى 29% لدى الأطفال المولودين في 2000 أو 2001.

أما في ولاية نيويورك فقد انخفضت إصابة الأطفال المولودين في 2000 أو 2001 بالتهابات الأذن المتكررة بنسبة 28% مقارنة بالأطفال المولودين في 1998 أو 1999.

تراجع غامض
كذلك، أظهرت الدراسة أن الأطفال الذين ولدوا بعد إصدار مراكز السيطرة على الأمراض لتوصياتها كانوا أقل احتياجا لأنابيب الأذن التي تزرع جراحيا للمساعدة على منع التهابات الأذن، مقارنة بالأطفال الذين ولدوا قبل ذلك.

فقد كانت أنابيب الأذن أقل شيوعا بنسبة 16% في تنيسي وبنسبة 23% في نيويورك بين الأطفال المولودين في 2000 أو 2001، مقارنة بالأطفال المولودين في 1998 و1999.

ولاحظ الباحثون أن الانخفاض في التهابات الأذن المتكررة وأنابيب الأذن الوقائية قد تراجع بعض الشيء لدى أطفال تنيسي المولودين في 2001 أو 2002. ولكن سبب ذلك غير واضح، وأوصوا بمراقبته عن كثب.

المصدر : الجزيرة