اختبار بسيط على الأنف للكشف عن الأمراض العصبية

حاسة الشم مؤشر مبكر على الأمراض العصبية


مازن النجار
قريبا قد يصبح الاكتشاف المبكر للمرض العقلي أو التنبؤ بمخاطر نشوئه أمرا بسيطا عن طريق اختبار يتم إجراؤه على الأنف بواسطة الخدش والشم في عيادة الطبيب محليا.

وباستخدام 40 بطاقة مشبعة بروائح مختلفة مثل القهوة والورد ومبيض الغسيل، وجد باحثون أستراليون ارتباطا بين القدرة على التحديد الصحيح لروائح معينة وعدد من الأمراض العصبية، مثل ألزهايمر وباركنسن واضطراب الوسواس القهري.

قام بتطوير هذه الاختبارات فريق بحث من عيادة ملبورن للطب العصبي والنفسي وعيادة أوريجن لصحة الشباب في مدينة ملبورن بأستراليا وعرضتها مجلة "ذي إيج".

وقال الباحثون إن الاختبار أثبت قيمته العالية في اكتشاف المرض مبكرا ومراقبة تفاقمه، واحتمال التنبؤ باحتمال نشوء حالات مرضية معينة.


الصورة الإكلينيكية
وكان علماء الأعصاب قد اكتشفوا منذ زمن طويل أن حاسة الشم متصلة عصبيا بالفص الأمامي من الدماغ، وهو الجزء المسيطر على حل المشكلات والاستجابات العاطفية.

ولكن فريق بحث ملبورن هو أول من أثبت أن حاسة الشم لدى شخص ما يمكن أن تتضعضع قبل ظهور أعراض الأمراض العصبية حيث وجد أن الأفراد قبل بدء أعراض المرض العصبي أو النفسي يظهرون فقدا لمادة كثافة الدماغ في ذلك الجزء من الدماغ المتصل بحاسة الشم بالتحديد.

ونظرا لهذه المعلومات فعندما يبدو الشخص في حالة مرضية والأطباء غير متأكدين من طبيعة المشكلة المرضية التي يعانيها، سيساعد اختبار الشم على تكوين الصورة الإكلينيكية للمريض.

ويرى الباحثون أن اختبار البطاقات المحملة بالروائح يعمل تقريبا مثل اختبار الدم، مساعدا الأطباء على استكمال الصورة الإكلينيكية قبل إعطاء تشخيص قاطع.


ارتباط وراثي
ويمكن إجراء اختبار البطاقات المحملة بالروائح في مؤسسة أوريجن لصحة الشباب، وهو متاح بكلفة 60 دولارا.

ويؤمل أن يتمكن البحث من إماطة اللثام عن الأساس الجيني (الوراثي) للاضطرابات العصبية، بما في ذلك أمراض الفصام (شيزوفرانيا) وألزهايمر وباركنسن.

ويلفت البروفسور وارويك بروار من مؤسسة أوريجن لصحة الشباب، إلى أن القدرة على شم كل رائحة بمفردها ترتبط بمؤشر جيني (وراثي) معين. ولذا فإن كان لشخص صعوبة في التعرف على رائحة ما في هذا الاختبار، فسيكون لذلك نتائج أو انعكاسات وراثية قيمة.

ونظرا للارتباط الجيني في كثير من الأمراض، يؤمل أن يستخدم الاختبار الجديد لفحص أفراد عائلات الأشخاص الذين تنشأ لديهم أمراض الدماغ.

المصدر : الجزيرة