تطوير محلول بروتيني يسيطر على النزيف بسرعة

عاملة مختبر تجري تحليلاً للدم

مازن النجار

أفادت دراسة طبية جديدة بأن باحثين أميركيين طوروا محلولا بروتينيا قابلا للتحلل، يوقف النزيف في ثوان، لدى نشره على جروح مفتوحة في الحيوانات القارضة.

قام بتطوير هذا المحلول الجديد فريق بحث من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT)، بقيادة عالم الأعصاب د. روتليدج إليس-بينكيه، ونشرت نتائج الدراسة بالعدد الجديد من مجلة نانوميدسين، وعرضتها مجلة سيانتفيك أميركان.

آلية غامضة
بيد أن الطريقة أو الآلية التفصيلية التي يعمل بها هذا المحلول البروتيني ما زالت غير واضحة، لكن يبدو أنه محلول غير سمي، ويمتد مفعوله لفترة طويلة في الحيوانات، مما يشير إلى أن له مزايا تفوق علاجات النزيف الموجودة، أو يمكن له أن يتكامل فعله مع هذه العلاجات.

والمعلوم أن هناك عددا من المنتجات المختلفة المستخدمة أو هي قيد التطوير لاستخدامها في السيطرة على النزيف، في ميادين المعارك أو في الجراحات الروتينية. ولكل من هذه المنتجات سلبياته، بما في ذلك إمكان تسببها في سخونة مفرطة، وجلطات في الدم، وردود فعل حساسية.

يقول د. روتليدج إليس بينكيه إن المحلول البروتيني الجديد لا يبدو أنه يحمل تلك المخاطر. وكان فريق البحث قد وجد في البروتينات القصيرة، المعروفة بالبيبتايدز (peptides)، مركبا مناسبا لرتق الأعصاب المقطوعة أو الجروح في الدماغ.

15 ثانية
وفي مارس/آذار الماضي نشر الباحثون أن محلولا مكونا من أحد بروتينات (البيبتايدز) يمكنه أن يرتق الأعصاب البصرية المبتورة لدى نوع من القوارض هو الجرذ الأرنبي وذلك بتكوين جل تستطيع فيه خلايا المنشأ أن تتراكم وتنمو.

وفي بحث لاحق، دهش الباحثون لدى اكتشافهم أن نشر بعض من خليط من هذا المحلول البروتيني وبروتينات بيبتايدز أخرى على دماغ فأر نازف، قد أدى إلى سيطرة سريعة على النزف وأوقفه. ويبدو أن ذلك قد حدث لأن المحلول البروتيني قد شكل شبكة ليفية فوق الجرح.

وفي هذه الدراسة الجديدة، أورد الباحثون أن هذا المحلول البروتيني قد سيطر على النزيف في نحو 15 ثانية في سبعة أنواع أخرى من الجروح، بما في ذلك القطع في الحبل الشوكي والكبد والشريان الفخذي، وتمزقات في الجلد.

استخدام آمن
يلفت الباحثون إلى أن هذا المحلول البروتيني لا يتسبب –على ما يبدو- في تكوين جلطات الدم التقليدية. فالفحص المجهري الإلكتروني لم يظهر أي دلائل على وجود الصفائح (الدموية في الجروح المعالجة) التي تتجمع عادة في جلطة. بل ربما تشكل البروتينات – بدلا من ذلك- شباكا تعمل كالشعر الذي يسد منافذ النزف.

ويرى بعض الخبراء أن هذا المحلول البروتيني له بعض السمات المثيرة للاهتمام، ومن ذلك سرعة مفعوله وانخفاض درجة التركيز المطلوبة لبروتين المحلول.

ولكن لا يزال من الضروري مقارنته بشكل مباشر مع علاجات وقف النزيف الأخرى، واختبار فاعليته في السيطرة على جروح شديدة النزف، الأمر الذي قد يستعصي على قدرة المحلول البروتيني، إذا لم يتعثر في عملية التجلط.

المصدر : الجزيرة