تحذير فرنسي من انعدام الثقة في الدواء

أدوية القلب
نبه أحد كبار علماء الصحة العامة الفرنسيين إلى أن بلاده شهدت سحب 121 دواء من الأسواق على مدى أربعين عاما.
 
وقال الأستاذ والخبير في المجال الصيدلاني الوبائي لوسيان أبنهايم المدير السابق للصحة المركزية الفرنسية إن الآثار السلبية للأدوية الممنوعة من التداول تعد السبب وراء 134 ألف حالة في المستشفيات الفرنسية كل عام.
 
جاء ذلك بمناسبة انعقاد المؤتمر التاسع للصيدلانيين الفرنسيين في مدينة بوردو. وسيطر على المؤتمر الذي أنهى أعماله أمس اتجاه نحو محاولة استعادة الثقة في الدواء بعد تكرار حوادث اكتشاف خلل وتأثير ضار للعديد مما هو مطروح في الأسواق من أدوية.
 
واستعاد المجتمعون ملامح أحدث أزمة في هذا السياق وقعت نهاية العام الماضي المتعلقة بدوائي فيوكس وسليبريكس المضادين للالتهابات. فقد لقي هذان الدواءان نجاحاً كبيراً في البداية قبل أن يعلن عن أنهما قد يؤديان إلى مشاكل خطيرة في القلب.
 
وذكّرت نقاشات المؤتمر بحادث مشابه آخر وقع قبل ذلك بقليل وكان بطله أدوية مضادة للانهيار العصبي أو ما يطلق عليه الجيل الجديد من دواء بروزاك الأشهر بين أقرانه في هذا المجال.
 
إذ تبين بعد تداوله أنه قد يؤدي إلى بزوغ أفكار مفاجئة تحض على الانتحار لدى الأطفال والمراهقين. وضمن نفس السلسلة من الإخفاقات جرى اكتشاف أدوية ذات طابع هرموني تستخدم لدى ملايين السيدات في سن اليأس ظلت متداولة بكل ثقة في الصيدليات.
 
وقد تبين منذ عام 2002 أن هذه الأدوية، قد تتسبب في الإصابة بورم الثدي ومشاكل في القلب. كما تعرضت أدوية أخرى مضادة لارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم للاتهام منذ عام 2001 بأنها قد تقف وراء متاعب في العضلات وربما أدت إلى الوفاة. وانضم إلى القائمة ذاتها اللقاح المضاد لالتهاب الكبد الوبائي B.
 
الدواء الشافي
ولاحظ المؤتمر أن توالي هذه الاحتمالات أدى إلى وجود نوع من انعدام الثقة في الأدوية المتداولة.
 
وقال عميد جامعة بوردو الثانية بيرنار بيجو "صحيح أن ما يشهده عالم صناعة الدواء يمثل بلا شك أكبر تقدم على مدى الأعوام الـ50 الأخيرة, فإن كل هذه المشاكل تمثل نقطة مشتركة، والإخفاقات تساوي في حجمها الآمال التي وضعت في هذه الأدوية بطريقة مبالغ فيها, فلطالما تم عرضها وكأنها الدواء الشافي من كل داء". وندد بيجو في هذه المناسبة بالحوادث المؤكدة ذات الطابع الصيدلاني والوبائي.
 
وانتقد عميد جامعة بوردو الثانية ما اعتبره غيابا كاملا لبرنامج مواكب يتابع هذه الأدوية بعد طرحها في الأسواق للتداول، الأمر الذي ترك السلطات الصحية في حال من العجز أمام أزمة التأثيرات الضارة للدواء.
 
وهاجم بيجو النظم الدولية الدوائية التي تعنى بالجانب الاقتصادي والتنظيمي بأكثر مما تعنى بالجانب الطبي. وعاب الخبير الصيدلاني على الرأي العام عدم النضج في مواجهة الأزمة. وقد انتقد المراقبون التوزيع المفرط في فرنسا للقاح الوباء الكبدي B حيث بلغ عدد اللقاحات المستخدمة 89 مليون لقاح بين عامي 1994 و2000 تم توزيعها بلا روية.
 
ودلل المراقبون على ذلك بتوزيع هذا اللقاح حتى على كبار السن الذين لم يكونوا بحاجة إليه على أي نحو كان. وحذر بيجو من أن فرنسا اليوم من بين الدول الصناعية التي من النادر أن يعود المصل ذاته للانتشار فيها مرة أخرى.
___________________
مراسل الجزيرة نت
المصدر : الجزيرة