الدماغ يميز صفير الرعاة بجزر الكناري كلغة طبيعية

الدماغ يعالج صفير الرعاة في جزر الكناري كلغة طبيعية
 
 
اكتشف باحثون أن المرونة العالية للدماغ في فهم مختلف أشكال الإشارات كلغة تمتد لتشمل لغة الصفير (المعروفة باسم سيلبو) التي يتبادلها رعاة المواشي في جزيرة لاغوميرا، إحدى جزر الكناري الخاضعة لإسبانيا، والمقابلة للشاطئ الشمالي الغربي لأفريقيا.
 
وسيلبو هي مجموعة من إشارات الصفير يتبادلها الرعاة فيما بينهم عبر مسافات بعيدة من الأراضي الوعرة في الجزيرة، وهي ليست لغة بالمعنى الكامل، فالأطفال لا يولدون وهم يطلقون صفافيرها. وبالإمكان ترجمة أي شيء من الإسبانية إليها، لكن السياق مهم جدا فهي لغة وظيفية تدور حول الرعي، فتقول مثلا بالصفير "افتح البوابة" أو "هناك شاة ضالة".
 
ويعتقد أن أصل هذه اللغة جاء به بربر شمال أفريقيا، لكنها اليوم إحدى بدائل اللغة الإسبانية، بحيث تكثف الإسبانية إلى حرفين صوتيين وأربعة حروف ساكنة. وسيلبو ليست لغة الصفير الوحيدة في العالم، فهناك لغات صفير أخرى في تركيا والصين والمكسيك.
 
وكان العلماء قد اكتشفوا أن مناطق معينة في الدماغ مخصصة للغة، وبدؤوا في اكتشاف نطاق الإشارات التي يمكن للدماغ التعرف عليها كلغة. من ذلك مثلا لغة الإشارة، ولكن هل يمكن مد هذا النطاق ليشمل الصفير؟.
 
للتوصل إلى طريقة معالجة الدماغ لصفير السيلبو، اختار الباحثون خمسة أشخاص من الناطقين بالسيلبو ويتقنون الإسبانية، وخمسة آخرين ناطقين بالإسبانية ولا يفهمون السيلبو. واستخدم الباحثون التصوير بالرنين المغناطيسي لقياس فعاليات الدماغ خلال تجربتين.
 
في التجربة الأولى، أنصت أفراد المجموعتين إلى جمل مسجلة باللغتين الإسبانية والسيلبو، وتابعوا ما يقال. في التجربة الثانية، أنصت الأفراد إلى مجموعات من المفردات الإسبانية حول "الألوان" و"الحيوانات"، وما يعادلها من مفردات في السيلبو. وكان يفصل بين كل مفردة وأخرى ثلاث ثوان. وفي حين كان يتم مسح انفعالات أدمغتهم بالرنين المغناطيسي، طلب من الأفراد المشاركين أن يتابعوا عدد المرات التي ظهرت فيها الكلمة أو إشارة الصفير خلال التجربة.
 
لدى سماع المجموعتين للجمل الإسبانية، نشطت منطقتا الدماغ اليمنى واليسرى. لكن الأمر اختلف لدى إنصات الناطقين بالإسبانية فقط إلى جمل السيلبو. فقد نشطت عدة مواقع في أدمغتهم بدون أن يؤدي ذلك إلى معالجة لغوية محددة، مما يؤشر على أنهم لم يتعرفوا على السيلبو كلغة. وتكرر الأمر في التجربة الثانية. وبينما تمكن أفراد المجموعتين من اكتشاف صوت الصفافير المقصودة، نشطت منطقتا الدماغ اليمنى واليسرى الخاصة باللغة لدى الناطقين بالسيلبو وحدهم.
 
وقدمت نتائج التجربتين دليلا أكبر على مرونة القدرة اللغوية للإنسان بعدة أشكال. ودلت النتائج على أن مواقع اللغة في المنطقة اليسرى من الدماغ متكيفة بشكل فريد مع أغراض الاتصال والتعبير، بصرف النظر عن طبيعة الإشارات القادمة.
__________________
الجزيرة نت
المصدر : غير معروف