استخدام البكتيريا لعلاج مرضى التوحد

تصميم يوضح استخدام البكتريا لعلاج مرضي التوحد


مازن النجار

أعلن باحثون بريطانيون أنه قد يكون لبعض أنواع البكتيريا المفيدة أثر إيجابي في علاج مرض التوحد Autism الذي يصيب عادة الأطفال.

ويقول هؤلاء إن استعمال هذا العلاج ليس المقصود منه تخفيف الاضطرابات المعدية التي تصاحب المرض فحسب، بل يقصد به كذلك تخفيف آثاره النفسية. ويعتزم الباحثون، من جامعة ريدينغ، بقيادة الدكتور غلين غيبسون، أن يجروا تجارب إكلينيكية للتأكد من صحة افتراضهم.

ومرض التوحد هو إحدى صور الاضطرابات الدماغية، ويصيب عادة الأطفال قبل سن الثالثة، ويستمر معهم بقية العمر. ويصيب المرضى بحالة حادة من الانطواء على الذات، ويؤثر سلبا بالأساس على قدراتهم اللغوية، وقدرات التواصل مع الآخرين، والتفاعل الاجتماعي.

وينتشر هذا المرض في الذكور أكثر منه في الإناث، كما أن ظهوره غير مرتبط بأي خلفية إثنية أو عرقية أو اجتماعية. وسبب المرض غير محدد حتى الآن، ولكن يعتقد أن ظهوره مرتبط بأسباب وراثية وبيئية. ويصيب حوالي 6 – 15 شخصا من كل ألف شخص.


تزايد الاعتقاد مؤخرا بأن المكملات الغذائية أو الدوائية المحتوية على أنواع من البكتيريا المفيدة يمكن أن يكون لها دور علاجي فعال، خاصة في حالات الاضطرابات المعدية أو المعوية

وعادة ما يعاني مرضى التوحد من اضطرابات معدية مثل الانتفاخ والإسهال، إذ يتزايد في أحشائهم نوع من البكتيريا الضارة يسمى "كلوستريديا"، وليس معنى ذلك أنها سبب المرض، ولكن سموم هذه البكتيريا ربما تساهم في جعل حالة مرضى التوحد أسوأ.

وهنا يأتي افتراض فريق بحث جامعة ريدينغ أنه إذا تم تزويد الجسم بنوع من البكتيريا المفيدة، مثل لاكتوباسيلاس بلانتارام التي تستطيع أن تخفف من أثر الكلوستريديا، لأنها تلتصق بالبطانة الداخلية للأمعاء وتقويها، وبالتالي تدعم مناعتها ضد الاختراق.

وسيتم بنهاية العام، إجراء التجارب الإكلينيكية على 70 طفلا توحديا، ولمدة عام كامل، حيث سيتم إعطاء نصفهم مكملات غذائية –كالعصائر أو منتجات الألبان– تحتوي على بكتيريا مفيدة فيما يعطى النصف الآخر عصائر لا تحوي تلك البكتيريا.

بعد ذلك سيقوم الباحثون بتحليل عينات من فضلات المرضى لمتابعة البكتيريا في أحشائهم، هذا بالتزامن مع رصد التغيرات الجسدية والنفسية التي تطرأ عليهم.

وقد تزايد مؤخرا الاعتقاد بأن المكملات الغذائية أو الدوائية، المحتوية على أنواع من البكتيريا المفيدة، يمكن أن يكون لها دور علاجي فعال، خاصة في حالات الاضطرابات المعدية أو المعوية.

ففي السويد مثلا توصف هذه المكملات بعد العمليات الجراحية للاعتقاد بأنها ترفع من كفاءة مناعة الجسم، بل إن هناك الكثير من الأبحاث الجارية الآن لمعرفة الفائدة العلاجية لهذه البكتيريا في حالات التهاب القولون وسرطان القناة الهضمية.

ويقدر حجم سوق البكتيريا المفيدة، في صورة كبسولات وعصائر ومنتجات ألبان، بحوالي 6 مليارات دولار، وهذه المنتجات موجهة لمرضى التوحد ولغيرهم.
_____________________
المحرر العلمي – الجزيرة نت

المصدر : الجزيرة