المناوبات الليلية تهدد الحمل

توبات العمل الليلية تؤثر على الحمل
أظهر بحث نشرته مجلة الطب المهني والبيئي الأميركية في عددها الصادر في نوفمبر/ تشرين الثاني 2004 أن المرأة التي تعمل خلال ساعات محددة بصفة يومية أثناء الليل مهددة بفقد جنينها نتيجة الإجهاض التلقائي بينما لا ينطبق هذا على النساء اللواتي يعملن نهارا أو في مناوبات مختلفة الأوقات.
 
وفي الدراسة التي قادتها الدكتورة جين ليانغ زو بالمركز الدنماركي لأبحاث الأوبئة تمت متابعة 42 ألف امرأة عاملة أثناء فترة الحمل بحيث صنفن وفقا لنظام ساعات العمل إلى ثلاث مجموعات، أولها مجموعة من يعملن خلال النهار، وثانيها مجموعة اللواتي يعملن أثناء ساعات ليلية ثابتة، وثالثها مجموعة من يعملن على فترات متبادلة بين الليل والنهار.
 
كما سجلت جميع حالات الإجهاض أو فقد الجنين قبل الموعد المتوقع للولادة، وبعد دراسة هذه النتائج إحصائيا، تبين أن 1.5% من المجموع الكلي لحالات الحمل قد شهدت نهاية مبكرة للحمل وفقد للجنين بالإجهاض التلقائي.
 
كما وجد أن 85% من حالات الإجهاض كانت تنتمي إلى مجموعة السيدات اللواتي يعملن خلال مناوبات ليلية ثابتة، وهو المعدل الذي اعتبره الباحثون مرتفعا جدا عند مقارنته بالنسب التي تنتمي إلى النساء اللواتي يعملن على فترات مختلفة بين الليل والنهار أو اللواتي يعملن خلال النهار فقط.
 
وقد تناولت الدراسة أيضا علاقة نظام ساعات العمل مع ضغوط العمل المتوقعة والتي قد تؤدي إلى فقد السيطرة على سير العمل، وتبين أن معدلات تأثير هذه الضغوط على العمل هي أكثر ما تكون بين النساء اللواتي يعملن في مناوبات مختلفة الأوقات سواء نهارا أو ليلا، بينما لم يظهر هذا التأثير على من يعملن في خلال النهار فقط.
 
ويذكر أن ضغوط العمل قد تم ربطها في دراسات سابقة ببعض المشكلات الصحية مثل ارتفاع الضغط والإجهاد، إلا أن الدراسة الحالية لم تجد علاقة واضحة بين ضغط العمل والإجهاض.
 
ورغم توفر دراسات سابقة ربطت المناوبات الليلية مع احتمالات فقد الجنين والتأثير على وزنه عند الولادة أو ولادته قبل موعده أو حتى إطالة فترة الحمل، إلا أن هناك دراسات مخالفة لم تجد تأثيرا محددا لهذه المناوبات على مصير الحمل.
 
وأمام هذه النتائج المختلطة حول العلاقة بين ساعات العمل الليلي ومصير الحمل، يبذل الخبراء جهودا حثيثة لكشف ماهية الأسباب وراء الآثار السلبية للمناوبات على صحة الأم الحامل والجنين، والتي بررها بعض الباحثين كنتيجة لإرهاق العمل الذي ينجم عن الوقوف لفترات طويلة والحرمان من النوم، أو التعرض لمواد أو غازات ضارة أثناء العمل.
 
وقد ذهب هؤلاء الباحثين إلى تفسير يربط هذه الآثار السلبية بالاضطراب الذي يسببه العمل الليلي في الساعة البيولوجية الداخلية للمرأة، مما يسبب خللا في الهرمونات الأنثوية التي تسيطر على مراحل الحمل المختلفة مثل الإستروجين.
المصدر : عرب ميدكير