أدوية للسكري قد تسبب آثارا جانبية على القلب

تأثير الأدوية على القلب والرئة


حذر أطباء أميركيون اليوم الثلاثاء من أن تناول عقارين يكثر استخدامهما في علاج النوع الثاني من مرض السكري الذي يصيب الكبار, قد يسببا تراكما في السوائل بالرئتين وإصابة القلب لدى بعض المرضى.

وقال الباحثون إن العقارين اللذين يتم تداولهما تحت الاسمين التجاريين "أفانديا" و"أكتوس" قد تسببا في إصابة ستة رجال بقصور في وظائف القلب وتراكم السوائل بالرئتين، وهم يعانون أصلا من فشل كلوي أو ضعف في وظائف القلب.

وتأتي هذه النتائج التي نشرت في مجلة "وقائع مايو كلينيك" بمثابة ضربة جديدة محتملة لأحدث مجموعة من عقاقير علاج السكري. وكان العقار الأول في السلسلة "ريزولين" قد سحب من الأسواق في مارس/ آذار 2000 بعد أن توفي نحو 100 شخص تناولوه إثر إصابتهم بفشل حاد بالكبد واضطرار بعضهم للخضوع لعملية زرع كبد.

وتعاطى الرجال الستة الذين تناول التقرير حالتهم بالتفصيل إما عقار أفانديا أو أكتوس المعروف باسم "بيوغليتازون". ويقدر عدد الأميركيين الذين يتناولون أحد العقارين بنحو ستة ملايين. ويعاني نحو 16 مليون أميركي من الإصابة بالنوع الثاني من السكري الذي يصيب الكبار.


تعد هذه النتائج التي نشرت في مجلة "وقائع مايو كلينيك" بمثابة ضربة جديدة لأحدث مجموعة من عقاقير علاج السكري

والعديد من هؤلاء المرضى لا يحتاجون إلى الأنسولين لكن يمكنهم تناول مجموعة متنوعة من العقاقير منها عقار "ميتفورمين" وأدوية في سلسلة تسمى "سولفونايلورياز". وسلسلة عقاقير غليتازون تتمتع بشعبية اكتسبتها بفضل قدرتها على استعادة قدرة الجسم على الاستجابة للأنسولين.

ويقول الدكتور أبهيمانيو جارج أستاذ الطب الباطني بجامعة تكساس ساوثويسترن والذي شارك في البحث إن العديد من الأطباء يوصون بهذه العقاقير للمرضى المصابين بفشل كلوي مزمن نظرا لأن العقار الأول المستخدم في علاج السكري "ميتفورمين" لا يوصى باستخدامه في حالتهم. وأضاف "هذه البيانات الجديدة تفترض أن مثل هؤلاء المرضى ربما يتعرضون لخطر كبير خاصة من الإصابة بأمراض القلب. هذه وسائط حديثة ونحن في حاجة إلى أن نصبح أكثر وعيا بآثارها الجانبية حتى يتسنى لنا استخدامها بحكمة".

وحضر جميع المرضى الستة بالمركز الطبي لشؤون قدامى المحاربين في دالاس وهم يعانون من ضيق في التنفس وزيادة في الوزن وانتفاخ في الساقين. وقال جارج "هذه هي علامات وأعراض الإصابة بقصور القلب الاحتقاني والتورم الرئوي". والتورم الرئوي هو حالة يمكن أن تفضي إلى الوفاة إذ تتراكم السوائل في الرئتين نظرا لقصور وظائف القلب.

وقال جارج إن "جميع الأطباء يعلمون أن هذين العقارين يمكن أن يتسببا في تورم الساقين. لكن لم يكن من الواضح أنهما يتسببان في هذه المضاعفات الخطيرة".

وتسبب هذه العقاقير حدوث زيادة في كمية الدم وينصح الأطباء بعدم التوصية بها للمرضى الذين يعانون من حالات متأخرة من القصور في وظائف القلب. لكن جارج قال إن هؤلاء المرضى الستة كانوا يعانون من إصابات تتراوح بين الطفيفة والمتوسطة في القلب إلى جانب مشاكل في الكلية.

وأضاف "يبدو لي أن هذه العقاقير غير آمنة في حالة مثل هؤلاء المرضى. فربما لا يستطيعون تحمل التراكم الزائد للسوائل التي تسببت فيها العقاقير". وتابع القول إن من حسن الحظ أن هؤلاء المرضى عولجوا ومنعوا على الفور من تناول عقاقير "غليتازون" وتعافوا جميعا.

المصدر : رويترز