تطوير فحص جديد للبول يكشف عن سرطان المثانة

نجح فريق علمي متخصص في تطوير فحص جديد للبول قد يحدث ثورة في مجال تشخيص سرطان المثانة والكشف المبكر عن هذا المرض, الذي يعتبر رابع الأنواع السرطانية شيوعا عند الرجال وثامنها عند النساء.

وأوضح العلماء في تقرير البحث, الذي سجلته مجلة المعهد الوطني الأميركي للسرطان, أن هذا الفحص أكثر فعالية ودقة في الكشف عن الأورام من فحوص البول الحالية, المستخدمة لتشخيص المرض, بحوالي الضعف, كما يقدم طريقة أفضل لتشخيص سرطان البروستات عند الرجال وإنقاذ حياة الكثير منهم.

ويعتبر فحص المنظار الكيسي "سيستوسكوب", وهو عبارة عن جهاز رفيع يشبه القلم مزود بكاميرا في نهايته لفحص الأنسجة داخل المثانة, أفضل الفحوص الحالية للكشف عن السرطان في هذه المنطقة, لكنه فحص مكلف ومؤلم للمريض, إضافة إلى فحص بديل آخر يتمثل في تحليل عينة بول, والكشف عن وجود الخلايا السرطانية فيها, إلا أن هذا الفحص غير موثوق, وقد يظهر نتائج خاطئة. أما الفحص الجديد فيعتمد على قياس مستويات بروتين يسمى "Mcm5", الذي اكتشف الباحثون وجوده بمستويات عالية في الخلايا الخبيثة.

وفي التجربة التي أجريت مؤخرا على 350 مريضا مصابين بأعراض أمراض القناة البولية, مثل ظهور دم في البول أو آلام شديدة في المثانة, بحيث خضعوا لفحوص البول التقليدية, مع قياس مستوى بروتين Mcm5 فيه, تبين أن فحص البروتين الجديد كشف عن 92% من الأورام, بينما لم يكشف التحليل الروتيني إلا عن 48% فقط.

ويخطط الباحثون لإجراء تجارب أخرى واسعة النطاق للتأكد من فعالية الفحص, الذي قد يصبح الطريقة المعيارية الرئيسية للكشف عن سرطان المثانة, إذا ما أظهرت هذه التجارب نفس النتائج.

ويعتقد العلماء أن بالإمكان استخدام نفس هذا الفحص البروتيني للكشف عن سرطان البروستات, الذي يصيب الرجال, بعد أن أظهرت الاختبارات الأولية نتائج مشجعة.

وحسب إحصاءات طبية حديثة, تظهر حوالي 13 ألف حالة جديدة من سرطان المثانة كل عام, وخصوصا بين من تجاوزوا الـ65 من العمر. وقد ساعد تحسن أساليب العلاج والتشخيص على مدى الـ30 عاما الماضية في زيادة معدل حياة المرضى لخمسة أعوام, بنسبة 15%.

أما سرطان البروستات فيعتبر ثاني أنواع الأمراض السرطانية شيوعا عند الرجال, حيث تظهر أكثر من 21 ألف حالة جديدة سنويا, وخاصة عند المسنين. وقد زاد معدل الحياة عند المرضى المصابين به من 33% إلى 49% في الثلاثين عاما الماضية.