استخدام بكتيريا الدفتيريا لقتل خلايا الدماغ السرطانية

undefinedطور فريق من العلماء البريطانيين دواء جديدا قد يساعد في شفاء المرضى المصابين بأشكال خطيرة وصعبة العلاج من أورام الدماغ مصنوعا من السموم التي تفرزها بكتيريا الدفتيريا.

وقال الأطباء في المركز البريطاني لبحوث السرطان إن هذا العقار الذي يسمى (ترانسميد) في مراحل الاختبار الأخيرة, وقد أثبتت التجارب السريرية فعاليته ضد أورام جليوما الدبقية الخبيثة, التي تشكل نصف حالات السرطانات الدماغية التي تظهر عند البالغين, وهي أورام غير مناسبة للجراحة لأن من الصعب إزالة جميع الخلايا الموجودة على أطرافها, كما أن خلايا الجليوما تكون مقاومة للعلاج الإشعاعي والكيمياوي أيضا.

ويعتبر التوصل إلى علاج يستهدف الخلايا السرطانية دون إيذاء خلايا الدماغ السليمة المحيطة التي يحتاجها المريض للمحافظة على الوظائف الطبيعية أحد أبرز التحديات والمشكلات المصاحبة لهذا النوع من الأورام.

وأوضح العلماء أن (ترانسميد) عبارة عن مزيج من سموم الدفتيريا -وهي بكتيريا خطرة تسبب التهابات الرئة ولكن إصاباتها أصبحت نادرة في هذا الوقت وتظهر بشكل رئيسي بين الأطفال والمسنين غير المحصنين وتسبب الوفاة بسبب إفرازها نوعا قويا من السموم كجزء من دورتها الطبيعية- وبروتين يسمى (ترانسفيررين) المسؤول عن حمل الحديد إلى الخلايا, حيث يعمل بخداع خلايا السرطان لتسمح بمرور السموم البكتيرية إلى داخلها.

وأوضح العلماء أن خلايا السرطان تحتاج إلى كميات أكبر من الحديد, مقارنة بخلايا الدماغ الأخرى, لذلك فإن استهلاكها من البروتين المذكور المعدل سيكون أعلى من النسيج المحيط فيدخل إلى الخلايا, وهناك ينفصل السم عنه ويقتل الخلية, وهو أمر يساعد في حماية الخلايا السليمة المحيطة من الضرر.

ووجد هؤلاء في الاختبارات، التي أجريت على 34 مريضا عادت إليهم الأورام بعد خضوعهم لمراحل العلاج الأولية, أن خمسة مرضى أظهروا استجابة كاملة للعقار, حيث اختفى الورم تماما في الصور الإشعاعية, وسجل 16 آخرون استجابة جزئية, بينما لم يستجب أي من الباقين أو أظهروا انكماشا بسيطا في حجم الورم, مشيرين إلى أن مدة حياة المريض المصاب عند عودة الورم لا تتجاوز 26 أسبوعا فقط ومع ذلك فقد بقي 13 مريضا من المشاركين على قيد الحياة لأكثر من سنة, وعاش بعضهم لأكثر من أربع سنوات بعد العلاج.

المصدر : قدس برس