لبحث استقرار أسواق النفط.. اجتماع طارئ لوزراء طاقة مجموعة العشرين وروسيا تتحرك

بدأ وزراء الطاقة لمجموعة العشرين اجتماعا استثنائيا اليوم الجمعة لبحث استقرار أسواق النفط العالمية، في وقت يعتزم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إجراء محادثات جديدة، وسط رفض مكسيكي للانضمام إلى جهود خفض الإنتاج.

ونقلت رويترز عن مصدرين قولهما إن وزراء الطاقة بمجموعة العشرين بدؤوا محادثات عن بعد اليوم، لمناقشة كيف يمكنهم مساعدة أوبك وحلفائها لتحقيق الاستقرار في أسعار النفط.

ومن المتوقع أن تؤدي جلسة وزراء الطاقة التي تستضيفها الرياض للتوصل إلى اتفاق بشكل أوسع مع الدول غير الأعضاء في أوبك، بما في ذلك المكسيك والولايات المتحدة وكندا.

وكانت الرياض التي تتولى حاليا الرئاسة الدورية للمجموعة قالت إن الاجتماع يأتي لضمان "استقرار السوق" بعد ركود أسعار النفط بفعل تأثير جائحة كورونا المستجد.

وقال وزير الطاقة الأميركي دان برويليت في كلمة لمجموعة العشرين إن بلاده تدعو جميع الدول لتسخير "شتى الأدوات تحت تصرفها" من أجل تقليص فائض المعروض النفطي.

وأضاف أن الولايات المتحدة تتوقع أن يتراجع إنتاجها حوالي مليوني برميل يوميا بنهاية السنة.

ويأتي اجتماع وزراء الطاقة بعد يوم من اجتماع "أوبك بلس" الذي ناقش شروط صيغة جديدة لخفض الإنتاج واستقرار السوق.

وكانت مصادر من المشاركين في الاجتماع أكدت للجزيرة عزمهم تشكيل لجنة خاصة لمراقبة استقرار أسواق النفط العالمية.

وأعلنت منظمة أوبك نتائج الاجتماع الوزاري لأوبك بلس، ودعت إلى خفض الإنتاج الإجمالي للنفط الخام إلى أقل من عشرة ملايين برميل يوميا بدءا من مايو/أيار المقبل ولمدة شهرين، ثم إلى ثمانية ملايين برميل يوميا لمدة ستة أشهر، أي إلى نهاية ديسمبر/كانون الأول المقبل من العام الجاري، ثم إلى ستة ملايين برميل يوميا اعتبارا من يناير/كانون الثاني 2021 وحتى نهاية أبريل/نيسان 2022، معتمدة في ذلك على معيار إنتاج النفط في أكتوبر/تشرين الثاني 2018.

وقد استثنى الاتفاق السعودية وروسيا، حيث سيكون معيار الإنتاج لديهما 11 مليون برميل يوميا.

المعركة مع المكسيك
وقالت "أوبك بلس" إن اتفاقا نهائيا يعتمد على مشاركة المكسيك في الاتفاق بعد أن رفضت تخفيضات النفط التي طلب منها تنفيذها.

ومن المتوقع أن يمارس منتجو النفط في مجموعة أوبك بلس بقيادة السعودية وروسيا ضغوطا على المكسيك اليوم الجمعة، لإبرام اتفاق خفض جماعي للإنتاج بمقدار عشرة ملايين برميل يوميا، قبل أن يطلبوا من دول أخرى تنفيذ تخفيضات بواقع خمسة ملايين برميل يوميا.

وقال الكرملين اليوم إن "العمل" يجري من أجل إقناع المكسيك بالانضمام لجهود كبح إنتاج.

محادثات جديدة
ذكرت وكالة تاس للأنباء أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال اليوم الجمعة إنه يعتزم إجراء محادثات جديدة بشأن أسعار النفط، بعد محادثات هاتفية مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب والقيادة السعودية.

ووضعت أوبك وروسيا وحلفاء آخرون خطوطا عريضة لخطط أمس الخميس لخفض إنتاجهم النفطي بأكثر من الخمس، وقالوا إنهم يتوقعون أن تشارك الولايات المتحدة ودول منتجة أخرى في جهودهم.

وأعلن بوتين أن موسكو وواشنطن تحاولان تنظيم عمل مشترك في الأسواق العالمية وكذلك بشأن مكافحة فيروس كورونا.

من جهته، قال الرئيس الأميركي إنه أجرى محادثات وصفها بالجيدة عبر الهاتف مع الرئيس الروسي والملك السعودي سلمان بن عبد العزيز. وأضاف خلال المؤتمر الصحفي اليومي بالبيت الأبيض أنه يتوقع أن تعلن أوبك ودول أخرى قريبا عن اتفاق.

وحثت الولايات المتحدة على تعاون عالمي لإعطاء دفعة لأسواق النفط، عقب حرب أسعار تلت الإخفاق في الاتفاق على خفض الإنتاج أوائل مارس/آذار الماضي.

 تراجع
وتراجعت أسعار النفط أمس الخميس على الرغم من اقتراب أوبك من اتفاق، إذ تسببت أوامر بفرض إجراءات عزل عام في أنحاء العالم في سلب الحياة من الاقتصاد العالمي، ويعتقد متعاملون أنه حتى تنفيذ خفض مجمع قدره 15 مليون برميل يوميا لن يقدم سوى القليل لتحقيق الاستقرار في السوق.

والأسواق مغلقة اليوم في عطلة الجمعة العظيمة في المراكز الكبرى، لكن جرى أمس الخميس تداول خام برنت عند نحو 32 دولارا للبرميل، وهو ما يقل بواقع النصف عن المستوى المسجل في نهاية 2019.

المصدر : الجزيرة + وكالات