فيروس كورونا.. إسرائيل تخشى أزمة اقتصادية تبدأ بقطاع السياحة

إلغاء الحجوزات والرزم السياحية لإسرائيل يكبد القطاع السياحي والمواصلات الداخلية بإسرائيل خسائر فادحة، محطة قطا في الطريق إلى مطار بن غوروين.
إلغاء الحجوزات كبد القطاع السياحي والمواصلات الداخلية الإسرائيلية خسائر فادحة (الجزيرة)
محمد محسن وتد-القدس المحتلة
 
تبدي إسرائيل خشيتها من تضرر قطاع السياحة جراء فيروس كورونا المستجد، ولا تستبعد إمكانية أن يتكبد اقتصادها خلال عام 2020 خسائر فادحة بحال اتسعت دائرة انتشار الوباء حول العالم.

ووسط هذه المخاوف التي عكستها تقديرات العديد من الباحثين والمختصين بالسياحة والاقتصاد، سارعت الحكومة برئاسة بنيامين نتنياهو لفرض إجراءات مشددة على حركة الوافدين والمسافرين عبر مطار بن غوريون منعا لوصول الفيروس حيث تم رصد إصابة ثلاثة إسرائيليين بالفيروس.

وأوصت الداخلية بعدم السفر إلى الخارج إلا لحالات الضرورة، الأمر الذي انعكس على السياحة، حيث أفادت شركات الطيران أنه سجل بنهاية فبراير/شباط 2020 إلغاء الرحلات المستقبلية، كما لوحظ انخفاض بنسبة 50% في الرحلات السياحية إلى جميع العالم.

مخاوف وإجراءات
تخشى شركات الطيران الإسرائيلية مواصلة إلغاء وتراجع في عدد حجوزات الرزم السياحية وتذاكر الطيران من تل أبيب لمختلف بلدان العالم، بسبب التخوف من انتقال العدوى في المطارات والطائرات.

كما أصدرت وزارة الصحة قرارا بفرض الحجر الصحي لأسبوعين على كل من يأتي من إيطاليا والصين ودول شرق آسيا ومناطق تشهد تفشيا للفيروس، كما أن هناك أكثر من تسعة آلاف عادوا من دول أعلنت عنها الوزارة أنه ينتشر فيها كورونا وضعوا في حجر منزلي.

ورغم هذه الإجراءات وآليات التحصن لمنع دخول الفيروس فإن تداعياته باتت تترك بصمات وآثارا على قطاع السياحة، وتنذر أيضا بتكبد الاقتصاد خسائر فادحة، وذلك بسبب حجم التبادل التجاري بين تل أبيب والصين بما يقدر بعشرة مليارات دولار سنويا، ومع دول شرق آسيا عشرات المليارات.

‪يتوقع أن تتكبد السياحة الدينية خسائر فادحة‬ (الجزيرة)
‪يتوقع أن تتكبد السياحة الدينية خسائر فادحة‬ (الجزيرة)

أرباح وخسائر
تشير المعطيات الرسمية إلى أن عام 2019 سجل رقما قياسيا في السياحة الوافدة إلى إسرائيل، بواقع 4.5 ملايين سائح ضخوا للاقتصاد والسياحة الإسرائيلية قرابة سبعة مليارات دولار، علما بأن التوقعات بشأن العام 2020 هي مواصلة الجذب السياحي حيث كان من المتوقع أن يصل إسرائيل حوالي 250 ألف سائح من الصين فقط.

ووفقا لمختصين وباحثين، فإن السياحة الإسرائيلية الوافدة والمغادرة -في ظل تفشي الفيروس حول العالم- ستواجه أكبر أزمة في تاريخها، وذلك بسبب إيقاف الرحلات الجوية إلى الشرق الأقصى والصين، وإلغاء الرزم السياحية لمئات آلاف السياح الأجانب، خلال أعياد الربيع والأعياد اليهودية والفصح العبري، في مارس/آذار ونيسان/أبريل المقبلين.

وبغية تقليص حجم الأضرار والخسائر ومنع انهيار موسم السياحة الحالي، فإن شركات السياحة والطيران الإسرائيلية تعرض بالسوق المحلي والعالمي رزما سياحية مخفضة بمئات الدولارات، علما بأن قطاع السياحة تكبد حتى الآن خسائر بقيمة ثلاثمئة مليون دولار، بحسب رصد للموقع الإلكتروني "ماكور ريشون".

أسواق وقطاعات
يعتقد المحاضر بالسياحة والطيران يهودا زفراني أنه في حالة لم يتم احتواء فيروس كورونا الشهرين المقبلين، فإن قطاع السياحة والطيران سيشهد أزمة غير مسبوقة قد تمتد تداعياتها على مختلف المرافق الاقتصادية.

واستذكر المحاضر الإسرائيلي فيروس سارس عام 2003، وما خلفه من خسائر للاقتصاد العالمي بقيمة أربعين مليار دولار، مبينا أن الواقع في ظل كورونا مغاير تمام كون الصين تطورت وانفتحت أكثر على مختلف أسواق العالم وبضمنها الأسواق الإسرائيلية، كما أن بكين وجهة مهمة لحركة السياحة العالمية.

وعليه يقدر زفراني أن خسائر الاقتصاد العالمي جراء كورونا قد تصل إلى خمسمئة مليار دولار، وقد يخسر قطاع السياحة العالمية مئة مليار قائلا "هذه الأرقام من الصعب تخيلها على أرض الواقع، كون الضرر لن يطال فرع السياحة وحسب بل قطاعات اقتصادية وتجارية أخرى".

‪الخسائر قد تطال المحميات والمنتجعات الطبيعية‬ 
الخسائر قد تطال المحميات والمنتجعات الطبيعية (الجزيرة)
‪الخسائر قد تطال المحميات والمنتجعات الطبيعية‬
الخسائر قد تطال المحميات والمنتجعات الطبيعية (الجزيرة)

الصين وإسرائيل
فيما يتعلق بالسياحة الصينية إلى إسرائيل، يعتقد زفراني أن الموسم السياحي الحالي أصبح ضائعا بسبب كورونا ولا يمكن إنقاذه كون المجموعات السياحية تنظم على مدار أشهر وليس بين ليلة وضحاها.

وتعويضا عن ذلك، يقول المختص الإسرائيلي "شركات الفنادق تسعى لجذب السياح الإسرائيليين ببيع رزم سياحية مخفضة". علما بأن آلاف الغرف الفندقية شاغرة بسبب إلغاء الحجوزات العالمية.

ولفت إلى أن أوساطا تجارية واقتصادية إسرائيلية أخرى ترقب بفارغ الصبر الإعلان عن احتواء الفيروس والقضاء عليه عبر إيجاد اللقاح، وذلك لكي لا تطال الخسائر قطاعات أخرى.

أزمات وتعافٍ
من جانبه، يعتقد خبير السياحة بالأزمات د. عيران كيتر أنه لا يمكن تقدير حجم الخسائر على السياحة الوافدة والأزمة التي ستعصف بقطاع الطيران والمواصلات والفندقة، وعليه يجب التحضير لمرحلة ما بعد القضاء على الوباء للتعافي سريعا من الأزمة وتعويض الخسائر.

ولفت إلى أن شركات الطيران الإسرائيلية تخشى أيضا مواصلة إلغاء وتراجع في عدد حجوزات الرزم السياحية وتذاكر الطيران من تل أبيب حول مختلف البلدان في العالم، بسبب التخوف من انتقال العدوى في المطارات والطائرات.

محطة قطار في الطريق إلى مطار بن غوريون (الجزيرة)
محطة قطار في الطريق إلى مطار بن غوريون (الجزيرة)

ويعتقد أن إسرائيل ولمنع انهيار موسم السياحة الشهرين المقبلين عليها عدم إغلاق المعابر والمطارات أو فرض إجراءات مشددة على دخول السياح وخاصة من الدول التي لم تصنف على أنها موبوءة، مبينا ضرورة توجيه السياحة من الصين والشرق الأقصى وإيطاليا إلى إسرائيل مع بدء الربيع والأعياد.

واختتم الخبير السياحي حديثه بأن نهوض وتعافي إسرائيل من الأزمة والخسائر سيكون أسرع على سبيل المثال من شمال إيطاليا، ويرى أن إسرائيل وللتعافي سريعا وتعويض الخسائر سيكون عليها تسويق رزم سياحية عالمية مخفضة، وإقامة المهرجانات والمعارض الدولية وتسويق محتوى ومواقع سياحية دينية فريدة ومميزة.

المصدر : الجزيرة