معرض "صنع في قطر" على أرض الكويت.. هكذا تحولت المحنة إلى منحة

صنع في قطر من الكويت
الداخل إلى القاعة 4 بمعرض الكويت الدولي يلمس دون عناء القفزة الصناعية الكبرى التي حققتها قطر (الجزيرة)

الجزيرة نت-الكويت

يقول الفيلسوف والمؤرخ والعالم الألماني الشهير كارل ماركس إن "تاريخ الصناعة هو كتاب مفتوح لقدرات الإنسان". ربما تختصر هذه العبارة الفذة الكثير من ملامح التجربة الصناعية في قطر، التي شكل الحصار المفروض عليها منذ نحو ثلاثة أعوام تحديا هائلا على مختلف المستويات.

ولكن يبدو أن محنة 5 يونيو/حزيران 2017 (تاريخ بدء الحصار الرباعي على الدوحة) تحولت من وجهة نظر الكثيرين بمرور الوقت إلى منحة، عمل القطريون على توظيفها بالشكل الأمثل.

الداخل إلى القاعة التي تحمل الرقم 4 بمعرض الكويت الدولي في منطقة مشرف، يلمس دون عناء القفزة الصناعية الكبرى التي حققتها قطر. قرابة 220 شركة ونحو 70 رجل أعمال تحتضنهم القاعة الضخمة على مدى أربعة أيام ضمن فعاليات معرض "صنع في قطر" الذي يقام برعاية رئيس مجلس الوزراء الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح.

وزير التجارة والصناعة الكويتي خالد الروضان، وخلال افتتاحه ونظيره القطري علي الكواري أول من أمس فعاليات المعرض، قال إنه يأتي تتويجا للعلاقات الاقتصادية المتميزة بين البلدين، لافتا إلى أن حجم التبادل التجاري قفز بنسبة 30% خلال العامين الماضيين.

من جهته، قال الكواري "لقد حصلنا على كل الامتيازات والتسهيلات لمنتجاتنا في الكويت"، مثمنا في الوقت ذاته جهود وزارة التجارة الكويتية في تسهيل جميع الإجراءات.

وأشار الكواري إلى نمو المصانع القطرية في الكويت خلال السنتين الماضيتين بحوالي 50%، وهو ما يعكس التطور الملحوظ في حجم التبادل التجاري بين الجانبين.

بدوره، اعتبر السفير القطري لدى الكويت بندر بن محمد العطية أن إقامة معرض "صنع في قطر" في الكويت يؤكد عمق العلاقات الثنائية بين البلدين، التي تعد نموذجا يحتذى به في إطار العلاقات المتينة.

‪هدف المعرض هو إعطاء فكرة عن وضع الاقتصاد والصناعة القطريين بعد الحصار‬ (الجزيرة)
‪هدف المعرض هو إعطاء فكرة عن وضع الاقتصاد والصناعة القطريين بعد الحصار‬ (الجزيرة)

داخل أروقة المعرض
شدد عضو مجلس إدارة غرفة قطر الدكتور خالد كليفيخ الهاجري على أن الهدف من معرض "صنع في قطر" هو إعطاء فكرة عن وضع الاقتصاد والصناعة القطريين بعد الحصار.

وفي تصريح خاص للجزيرة نت، أوضح الهاجري أن العديد من القطاعات الصناعية القطرية مشاركة في المعرض، ومنها الصناعات الغذائية والمشروبات، والأثاث والمفروشات، والبتروكيماويات، والصناعات الصغيرة والمتوسطة، إلى جانب الصناعات المتنوعة، وغيرها.

وقال الهاجري "بعد الحصار، رب ضارة نافعة، صار لدينا اكتفاء ذاتي تقريبا في كافة القطاعات. لدينا الآن حوالي 35 ألف شركة تعمل في مختلف المجالات، ما عملناه خلال سنتين يمكن ألا يقدر على عمله البعض خلال 10 سنوات".

وبينما أعرب عن إعجابه الكبير بالتنظيم والتجهيز الكبير للمعرض، شدد الهاجري على أن هذا المعرض من شأنه أن يسهم في رفع التبادل التجاري بين الكويت وقطر أكثر فأكثر.

بلدنا
يعج جناح شركة "بلدنا" للصناعات الغذائية القطرية، التي باتت خلال فترة وجيزة جدا واحدة من أكبر منتجي الألبان والمواد الغذائية بالمنطقة، بالزوار الكويتيين الذين يرغبون في التعرف على منتجات الشركات. 

يقول مدير إدارة التسويق في الشركة مروان ديماس في تصريح خاص للجزيرة نت "من وقت الحصار، بدأت بلدنا باستيراد الأبقار من أجل إنتاج الحليب والألبان، ثم بدأنا بإنشاء المصنع ومرافقه، وخلال أقل من عامين فقط بلغت مساحة مصنعنا 2.5 مليون متر مربع، وفيه الآن 20 ألف بقرة، ونحن نتنج اليوم حوالي 167 منتجا من مختلف الأصناف وبشتى المواصفات". 

وأضاف ديماس "اليوم بدأنا تصدير منتجاتنا إلى عدد من الدول في الخارج، ومنها سلطنة عمان واليمن وأفغانستان"، مشيدا بإقبال الكويتيين الكبير على معرض "صنع في قطر".

قطر للمساكن السريعة
أما مدير تطوير الأعمال في شركة قطر للمساكن السريعة مروان فتحي فأكد أن معرض "صنع في قطر" المقام حاليا في الكويت يشكل فرصة مهمة لربط رجال الأعمال والشركات الكويتية بالشركات والمصانع القطرية. 

‪المعرض يعد منصة صناعية تجمع كافة الشركات والمصانع القطرية تحت مظلة واحدة‬ (الجزيرة)
‪المعرض يعد منصة صناعية تجمع كافة الشركات والمصانع القطرية تحت مظلة واحدة‬ (الجزيرة)

ولفت فتحي في تصريح خاص للجزيرة نت إلى أن شركة قطر للمساكن السريعة تنشئ المباني الجاهزة وفق أعلى المعايير، موضحا أن العديد من ممثلي الشركات الكويتية أبدوا إعجابهم بمنتجات الشركة.

وذكر أن المعرض يعد منصة صناعية تجمع كافة الشركات والمصانع القطرية تحت مظلة واحدة، ويتيح الفرصة للمصنعين للالتقاء بأصحاب الأعمال والمستثمرين للتعرف على الصناعات القطرية.

وكالات
كشف عدد من ممثلي ومديري الشركات والمصانع القطرية المشاركة في المعرض عن تقديم سلسلة طلبات من تجار ومستثمرين كويتيين من أجل الحصول على وكالة هذه المصانع والشركات بهدف إدخال بضائعها إلى البلاد. 

وتعتبر النسخة الحالية من معرض "صنع في قطر"، والتي تختم أعمالها يوم غد السبت، هي الثامنة في تاريخه منذ الانطلاقة الأولى عام 2009، والثالثة خارجيا، والثانية خارج قطر في ظل الحصار المفروض عليها منذ نحو ثلاث سنوات تقريبا.

المصدر : الجزيرة