بعد إقالة خالد الفالح.. هل خاطرت السعودية بعلاقاتها مع روسيا؟

Saudi Energy Minister Khalid al-Falih shakes hands with Russian Energy Minister Alexander Novak during a session of the Russian Energy Week international forum in Moscow, Russia October 4, 2018. REUTERS/Sergei Karpukhin
وزير الطاقة السعودي السابق خالد الفالح ونظيره الروسي ألكسندر نوفاك (رويترز-أرشيف)

أثارت إقالة الرياض لوزير الطاقة خالد الفالح، عددا من القضايا المهمة المتعلقة بأسعار النفط العالمية، إلى جانب تأثير ذلك على العلاقات مع روسيا.

يأتي ذلك في وقت يتوقع أن يلتقي وزير الطاقة ألكسندر نوفاك اليوم في جدة نظيره السعودي الجديد الأمير عبد العزيز بن سلمان.

ويشير مراقبون إلى حقيقة أن الوزير الذي تمت إقالته بأمر من الملك سلمان بن عبد العزيز كان "متورطا" في تطوير الشراكة بين موسكو والرياض، وأن رحيله سيؤثر على نوعية التعاون بين البلدين، ولا سيما داخل منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك).

وفي تقرير نشره موقع "نيوز ري" الروسي، قال الكاتب إيغور ينفاريوف، إن أسبابا داخلية دفعت الملك للتوقيع على مرسوم إقالة خالد الفالح. ويضيف الكاتب أن الخبراء قلقون إزاء تأثير إقالة الفالح على سوق النفط العالمية.

وبحسب التقرير، فإن قرار الإقالة اتخذ على خلفية خطط السعودية للمشاركة في الاكتتاب العام الأولي لأسهم شركة النفط السعودية أرامكو.

الكاتب أشار إلى أن الأمير عبد العزيز بن سلمان الذي تولى منصب وزير الطاقة خلفا للفالح شخصية أكثر ولاء ولا يمكن أن تلحق قراراته ضررا بمصالح ولي العهد محمد بن سلمان.

ويعتقد الكاتب أن الفالح اتسم بطابع مستقل طوال فترة ترؤسه وزارة الطاقة، وكان لا يمكن التحكم به، على الرغم من حقيقة أن المملكة بدأت عملية الإصلاحات، بما في ذلك قطاع الطاقة، خلال وجوده على رأس الوزارة.

وروسيا والسعودية هما أكبر بلدين منتجين للنفط بين الدول المشاركة في اتفاق خفض الإنتاج العالمي المبرم بين أوبك وبعض المنتجين خارجها.

مخاوف
ويوضح الكاتب أن المخاوف المتعلقة بزعزعة سوق النفط العالمي جراء هذا القرار تعزى إلى حقيقة عمل الفالح عن كثب مع الجانب الروسي، وضبط سياسة الأسعار في إطار أوبك.

ونوه بأنه مع وصول عبد العزيز بن سلمان إلى منصب وزير الطاقة، ستنضم إلى منظمة الدول المصدرة للنفط شخصية تتسم بصفة المفاوض القوي، وسوف تؤثر صرامته على العلاقات مع الجانب الروسي.

ونقل تقرير موقع "نيوز ري" الروسي تساؤلات المراقبين بشأن مدى قدرة الوزير الجديد على التواصل مع القيادة الروسية، وتنبأت بعض الجهات باضطراب أسواق الذهب الأسود العالمية في الأسابيع المقبلة بسبب إقالة الفالح.

ونقل الكاتب عن صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية أن رحيل الفالح من الوزارة يمثل خسارة وجه كان مألوفا لدى المستثمرين الأجانب.

الكاتب نقل أيضا عن مصادر مطلعة أن استبدال الفالح في شركة أرامكو السعودية يهدف إلى فصل وزارة الطاقة عن قيادة شركة النفط العملاقة.

واعتبر الكاتب إقالة الفالح علامة أخرى على ضعف مبادرة وريث العرش السعودي لتحديث اقتصاد البلاد وتقليل اعتماده على المواد الخام.

ويذكر الكاتب أن الأمير محمد بن سلمان شارك بشكل رئيس في التقليل من أهمية التحديات المحتملة التي تواجه حكومته، ما عقّد الجهود الرامية إلى جذب الاستثمارات الأجنبية.

وقال الكاتب إنه على الرغم من أن إقالة الفالح كانت من ضمن الأمور المخطط لها، فإن لا أحد كان يتوقع أن يحدث ذلك بشكل سريع.

الكاتب قال أيضا إن ولي العهد السعودي يسعى لتعزيز السلطة داخل المملكة، وإن جميع التحولات الأخيرة تعكس رغبة بن سلمان في إحاطة نفسه بأشخاص أكثر ولاء له.

في الأثناء قال متحدث باسم وزارة الطاقة الروسية اليوم الثلاثاء، إن وزير الطاقة ألكسندر نوفاك يعتزم الاجتماع مع نظيره السعودي الجديد الأمير عبد العزيز بن سلمان اليوم في جدة، وفق ما أوردت رويترز.

المصدر : رويترز + مواقع إلكترونية