لماذا دخل ترامب في صراع مع "المركزي الأميركي"؟

U.S. President Donald Trump looks on as Jerome Powell, his nominee to become chairman of the U.S. Federal Reserve, speaks at the White House in Washington, U.S., November 2, 2017. REUTERS/Carlos Barria
رئيس الفدرالي الأميركي جيروم باول أكد أنه يرفض ضغوط البيت الأبيض (رويترز)
 
وقال تقرير في صحيفة "لو جورنال دو ديمونش" الفرنسية إن الرئيس الأميركي دائما ما يتغنى بالنمو الاقتصادي خلال فترة ولايته، إلا أنه يريد تحقيق نمو أكبر، وهي سياسة لقيت معارضة من إدارة مجلس الاحتياطي الفدرالي الأميركي.
 
وأعلنت هذه المؤسسة المالية يوم الأربعاء عن خفض أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية، لتستقر النسبة بين 2% إلى 2.25%.

وقال التقرير إن ترامب بدأ حملته الانتخابية لإعادة ترشحه لولاية ثانية، لذلك فإنه يطمح إلى إنهاء ولايته الأولى عبر تسجيل تقييم اقتصادي يرضي ناخبيه ومؤيديه.

وأضاف أن ترامب يعمل على فرض معدلات منخفضة من شأنها أن تخدم المستهلك على المدى القصير وتعزز النمو مع تخفيض تكلفة الديون.

لماذا خفض الاحتياطي الفدرالي أسعار الفائدة؟
التقرير أفاد بأن نظام الاحتياطي الفدرالي الأميركي يتطلع من وراء خفض سعر الفائدة -الذي يشمل جميع أنواع القروض- إلى مواجهة التباطؤ الاقتصادي من أجل دعم الدولار، وتجنب الحد من الاستهلاك والاستثمار.

وبحسب تقرير الصحيفة الفرنسية، يعتبر هذا القرار بمثابة المفاجأة لكونه جاء ضمن سياق تحقق فيه الولايات المتحدة نموا بلغ نحو 2.1% خلال الثلث الثاني من هذا العام، بالإضافة إلى تراجع معدل البطالة لأدنى مستوياته منذ حوالي خمسين عاما.

ونبه التقرير إلى أن رئيس الاحتياطي الفدرالي جيروم باول أكد أن عملية خفض سعر الفائدة تعد بمثابة "تأمين" واحتياط استجابة للتوقعات بتسجيل تباطؤ اقتصادي عالمي، على خلفية التوترات التجارية الحالية التي يغذيها موقف دونالد ترامب المعادي للصين، فضلا عن الغموض الذي يلف انسحاب المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي.

وتحدثت الصحيفة أيضا عن مخاوف الاحتياطي الفدرالي من ارتفاع التضخم وما يتبع ذلك من آثار على إيرادات المالية العامة والأجور و مبيعات الشركات.

لماذا أثار هذا القرار حفيظة ترامب؟
ذكر التقرير أن الرئيس الأميركي علق على هذا القرار قائلا إن "جيروم باول خذلنا كالعادة". وتجدر الإشارة إلى أن الخلاف بين رئيس الولايات المتحدة ورئيس مجلس الاحتياطي الفدرالي ليس وليد اللحظة، حيث يتخذ ترامب من باول خصما له، على الرغم من تعيينه له على رأس هذه المؤسسة النقدية.

ويقول التقرير إنه في نهاية عام 2018، ذكر ترامب بأن المشكل الوحيد الذي يعاني منه الاقتصاد الأميركي هو "البنك المركزي".

ولطالما كان البنك المركزي الأميركي عرضة لضغوط ترامب بسبب عدم خفض أسعار الفائدة، في وقت يرى فيه الرئيس الأميركي أن بلاده مهددة من القوى الاقتصادية العالمية الأخرى على غرار الصين والاتحاد الأوروبي.

وذكر التقرير أن الرئيس الأميركي لا يريد دولارا قويا يجعل سعر الصادرات الأميركية باهظا أكثر، وفي الوقت نفسه يجبر الآخرين على إضعاف قيمة عملاتهم لتكون تنافسية أكثر.

والاثنين الماضي انتقد ترامب قرار الاتحاد الأوروبي والصين خفضهما مرة أخرى أسعار الفائدة وضخهما الأموال في أنظمتهما الاقتصادية لبيع منتجاتهما.

هل سيسجل ترامب انتصارا جديدا؟
يقول التقرير إن جيروم باول دافع عن نفسه عندما أكد أنه يرفض الخضوع لضغوط البيت الأبيض، قائلا "لا ندرس أبدا الاعتبارات السياسية، كما لا نتبع سياسة نقدية محددة لإثبات استقلالنا".

لكن باول لم يستبعد -بحسب تقرير الصحيفة الفرنسية- إمكانية اللجوء إلى تخفيضات أخرى، رغم أنه أكد أن الاقتصاد الأميركي في حالة جيدة و"يبشر بخير".

المصدر : الصحافة الفرنسية