السعودية بمأزق.. من الرغبة بتطوير الاقتصاد إلى الحاجة لتحصيل المال

Aramco employees are seen at Natural Gas Liquids (NGL) facility in Saudi Aramco's Shaybah oilfield, Saudi Arabia May 22, 2018. Picture taken May 22, 2018. REUTERS/Ahmed Jadallah
الاكتتاب العام في أرامكو قد يصبح حدثا بسيطا مثل الحاجة لجمع الأموال (رويترز)

قال موقع بلومبيرغ العالمي إن دخل الفرد من أعضاء منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) الآن هو نصف ما كان عليه عام 2008، وإن آفاق التحسن الفوري ليست جيدة، كما يشي بذلك تعثر اكتتاب أسهم شركة أرامكو السعودية.

وقال ليام دينينغ في تقرير له بالموقع إن من يتعجب من تعثر الاكتتاب العام لأسهم شركة أرامكو السعودية، حتى مع انخفاض أسعار النفط عن ستين دولارا للبرميل، فإن عليه أن يبحث عن الأسباب وراء ذلك، وهي كالتالي:

تقسيم الغنائم
وقال الكاتب إن نصيب الفرد من عائدات تصدير النفط السعودي قفزت بنسبة الثلث تقريبا العام الماضي، لكنه لا يزال أقل بكثير من مستويات ما قبل الانهيار.

وأشار إلى أن الحصول على تقييم بقيمة تريليوني دولار لأرامكو -الذي كان يستهدفه ولي العهد محمد بن سلمان- لم يكن واقعيا عندما كان النفط يُتداول بقيمة سبعين دولارا للبرميل، ويبدو أنه سيكون أقل واقعية الآن، مع انخفاض الأسعار.

لذا -يقول الكاتب- فإنه ما لم يكن لدى مصرفيين الجدد في أرامكو طريقة لتجنب ما يمكن أن يكون مروعا بسوق النفط عام 2020، فقد يكون الأساس المنطقي للاكتتاب العام قد تحول في المملكة من نبرة عالية من التجديد الاقتصادي إلى الحاجة الملح للحصول على الأموال.

وقال الكاتب إن كل دولة من دول منظمة أوبك تمتعت بزيادة في دخل الفرد العام الماضي (1400 دولار للفرد من حيث القيمة الحقيقية). لكن هذه الزيادة تبقى أقل بالنصف عند مقارنتها بما كان عليه الوضع عام 2008 (2800 دولار للفرد) عندما بلغت أسعار النفط ذروتها، وعام 2011 (2700 دولار للفرد) عندما ارتفع النفط مرة أخرى بسبب الربيع العربي.

وبمعنى آخر -يقول الكاتب- استمتعت هذه المجموعة بأكبر مفاجأة حتى الآن خلال هذا القرن عندما كانت الصين تتطور بسرعة، وقبل موجة الاستثمار في قطاع النفط بما في ذلك الزيت الصخري، بسبب المخاوف من نقص المعروض جراء التوترات في الشرق الأوسط.

الانهيار
ويضيف الكاتب: وإذا وضعنا العراق جانبا فإن متوسط نصيب الفرد من عائدات تصدير النفط لدول أوبك عام 2018 كان أقل من ذروته هذا القرن بحوالي 40% إلى 80%.

وهذا ما يعني وفق الكاتب أن متوسط نصيب الفرد من ​​إيرادات التصدير عام 2020 -الذي يبلغ 1065 دولارا فقط بالقيمة الحقيقية- سيكون هو الأدنى منذ عام 2003 (925 دولارا للفرد) بصرف النظر عن أدنى مستوياته عام 2016 (921 دولارا) مما يعتبر ضئيلا رغم ثلاث سنوات تخفيضات بالعرض من جانب أوبك والشركاء الجدد.

وخلص الكاتب إلى أن عالم أوبك قد تغير إلى درجة لا يمكن تصورها، وأن الكثير من أعضاء المنظمة في وضع يؤسف له بسبب الافتقار إلى الموارد اللازمة لمواجهة هذا الوضع.

وختم دينينغ -الذي كان خبيرا بمجال الاستثمار- بأن هذا الوضع أكبر خطر منفرد بسوق النفط العالمي، واعتبره سببا مقنعا لوضع التوقعات السابقة جانبا وجمع الأموال ببساطة.

المصدر : بلومبيرغ