ثاني بلد بالعالم بعد الصين.. قطر تجرّب قطارا بنظام التحكم الذكي

تبلغ القدرة الاستيعابية للقطار 307 ركاب ويسير بسرعة 70 كيلو مترا في الساعة
القدرة الاستيعابية للقطار تبلغ 307 ركاب ويسير بسرعة 70 كيلو مترا في الساعة (الجزيرة نت)

عماد مراد-الدوحة

في خطوة جديدة، دشنت وزارة المواصلات والاتصالات القطرية المرحلة التجريبية لوسيلة النقل السريع الأوتوماتيكي التي تجمع في مواصفاتها بين القطارات والحافلات والترام في آن واحد، وتعد قطر ثاني دولة في العالم تجرب هذا النظام بعد البلد المصنع الصين.

ويحتوي النقل السريع على نظام تحكم ذكي يجمع بين الأنظمة الكهربائية والميكانيكية، وتتوفر به مزايا القطارات والحافلات والترام ويسير بالعجلات من غير خطوط سكك حديدية، بما يعطي مرونة أوسع لحركة الوسيلة ومقدرة بالمسير في الطرق العادية.

كما تتميز هذه الوسيلة بتصميم داخلي وخارجي عصري يراعي متطلبات ذوي الإعاقة، وقيادتها مزدوجة بالاتجاهين، وتبلغ القدرة الاستيعابية لها 307 ركاب، وتسير بسرعة سبعين كيلومترا في الساعة، وتستغرق عملية الشحن السريع للبطارية الخاصة بها عشر دقائق تكفي للسير 25 كيلومترا، وشحن ثلاث ساعات تكفي سبعين كيلومترا.

وتستخدم الوسيلة أنظمة اتصالات ذكية ومتطورة تتفاعل مع إشارات المرور، بما يعطيها الأولوية في المسير، بالإضافة إلى أجهزة استشعار مختلفة تساعد سائقيها في اتباع المسار الافتراضي لها على الطريق، حيث يبلغ طول هذه الوسيلة التي تتكون من ثلاث عربات نحو 32 مترا وبعرض الحافلة العادية.



ويهدف النقل السريع لتقليل الازدحام المروري والربط بين مواقع حيوية في مختلف مناطق البلاد، وذلك عن طريق استخدام وسائل نقل صديقة للبيئة تعمل بالطاقة الكهربائية.

تنوع المواصلات
وتدعم وسيلة النقل الخاصة بهذا النظام تنوع قطاع المواصلات في البلاد عبر استخدام أحدث أنظمة النقل في العالم ذات التكنولوجيا المتطورة، بما يسهم في تحقيق التوازن الاقتصادي والبيئي في مشاريع البنية التحتية لقطاع المواصلات وكذلك توفير تجربة استثنائية للمشجعين والزوار خلال بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022، بخدمات عالمية المستوى تسهل من انتقالهم بين الملاعب وأماكن الإقامة والمواقع السياحية.

وزير المواصلات والاتصالات القطري جاسم بن سيف السليطي أكد أن وزارته تقوم حاليا بتقييم هذه التجربة التي تستمر لفترة زمنية محددة للتأكد من أن نظام الشحن الكهربائي للبطاريات والأنظمة الميكانيكية والكهربائية الأخرى لوسيلة النقل الخاصة بهذا النظام، يناسب الظروف المناخية لدولة قطر قبل البدء بتنفيذها على نطاق واسع.

وأضاف السليطي أن بلاده تحرص على توفير نظام نقل متكامل متعدد الوسائط ذي مستوى عالمي، يربط كل مناطق قطر ببعضها، ويخدم الجمهور للوصول إلى جميع المرافق الحيوية، ويقدم خدمات آمنة وموثوق بها، بما يتماشى مع تحقيق ركائز رؤية قطر الوطنية 2030.

رئيس وزراء قطر (الأول يمين) خلال تجربة وسيلة النقل الجديدة(الجزيرة نت)
رئيس وزراء قطر (الأول يمين) خلال تجربة وسيلة النقل الجديدة(الجزيرة نت)

وكشف السليطي عن أن التشغيل الفعلي لنظام النقل السريع الأوتوماتيكي سيكون في غضون 15 إلى 16 شهرا، وستسلم هذه القطارات لشركة مواصلات كروة لإنهاء بعض التجارب والحصول على أفضل العقود في هذا المجال.

أما الخبير الاقتصادي عبد الله الخاطر فقد اعتبر -في تصريح للجزيرة نت- أن نظام النقل الجديد قادر على إحداث تغيير كبير في أنظمة النقل على مستوى قطر، مؤكدا أن تعدد وسائل النقل في البلاد يؤدي إلى تعدد وسائل وأدوات الاستثمار ويجعل الدولة قادرة على استقطاب رؤوس الأموال الأجنية خاصة في استضافة قطر لأكبر حدث كروي في العالم مونديال 2022.

ولفت الخاطر إلى أن فئة العمال في الخور والمناطق الصناعية ستكون أكثر الفئات إقبالا على خدمة النقل السريع، لأنها توفر لهم وسيلة نقل سريعة ورخيصة عن وسائل النقل الخاصة، مشددا على أن مشروع الريل ومشروعات النقل المتعدد وتحديث البنية التحتية في البلاد، أكبر دليل على التطور الاقتصادي الذي تشهده البلاد حاليا.

المصدر : الجزيرة