الأردن.. كرة احتجاجات المتعطلين تكبر ومعان "تغلق أبوابها"

محمود الشرعان - محال تجارية شاركت بالإضراب التجاري في معان - مواقع التواصل - الأردن.. كرة احتجاج المتعطلين عن العمل تكّبر
محال تجارية شاركت في الإضراب التجاري بمعان ( مواقع التواصل)

محمود الشرعان-عمّان

تتوجه البوصلة السياسية في الأردن نحو الجنوب، إلى محافظة معان تحديدا، إذ شهدت المدينة إضرابا تجاريا واسعا، بعد دعوات وجهها المتعطلون عن العمل المعتصمون منذ ثلاثة أسابيع.

دعوة الإضراب التي وجهها المعتصمون جاءت كوسيلة ضغط، بعد زحفهم مشيا على الأقدام من معان (216 كلم) جنوب العاصمة إلى الديوان الملكي، للمطالبة بوظائف حكومية وتحقيق العدالة في توزيع الفرص بين الأردنيين.

وقبيل الإضراب، أجمع ذوو المتعطلين عن العمل على البدء في مراحل تصعيدية سلمية من خلال إضراب القطاع التجاري، بغية توجيه رسالة إلى الدولة بضرورة الالتفات لمطالب أبنائهم المطالبين بحقوقهم التي كفلها الدستور.

‪لافتة على أحد أبواب المحال التجارية في معان (‬ لافتة على أحد أبواب المحال التجارية في معان (مواقع التواصل)
‪لافتة على أحد أبواب المحال التجارية في معان (‬ لافتة على أحد أبواب المحال التجارية في معان (مواقع التواصل)

أزمة
وتكبر كرة الاحتجاج في وجه الحكومة الأردنية التي تحاول إيجاد حلول لأزمة المتعطلين عن العمل، فبعد فشل لقاء فريق حكومي مع شباب المدينة، تلقى المعتصمون أمام الديوان عرضا يتضمن إنهاء اعتصامهم مقابل الحصول على "راتب لمدة شهر"، على أن يجري توظيفهم خلال شهرين على الأكثر؛ غير أن العرض لم يلق موافقة الشباب.

وأعلنت حكومة عمر الرزاز مسبقا أنها "تحترم حرية التعبير عن الرأي والاحتجاج السلمي على السياسات الحكومية، وتعتبره حقا دستوريا للمواطنين، وتلتزم بحماية الممتلكات العامة ومصالح المواطنين وأمنهم وسلامة ممتلكاتهم، بما ينسجم مع القوانين التي يشكل احترامها والالتزام بها حقا لكل المواطنين وواجبا على الحكومة".

إلا أن تصريحات الحكومة تذهب أدراج الريح أمام الضغوط الأمنية المختلفة التي يتعرض لها الشبان المعتصمون أمام الديوان الملكي، وفقا لأحد الشباب.

ويكشف الشاب للجزيرة نت عن ضغوط يتعرض لها الشباب القادمين من معان، إذ تضغط الأجهزة الأمنية على وسائل الإعلام المحلية لعدم التواصل معهم، إضافة إلى إغلاق أبواب المساجد والمباني القريبة من محيط الاعتصام، كي لا يستخدمها المعتصمون.

ويضيف الشباب -الذي فضل عدم الكشف عن اسمه- أن الدعم المعنوي الذي حصلوا عليه من قبل ذويهم يكفيهم، إضافة إلى مبادرات بعض الأفراد في العاصمة عمان، مؤكدا استمرار احتجاجاتهم حتى حصولهم على الوظيفة.

‪المتعطلون عن العمل المعتصمون بالقرب من الديوان الملكي في العاصمة عمّان‬ (الجزيرة)
‪المتعطلون عن العمل المعتصمون بالقرب من الديوان الملكي في العاصمة عمّان‬ (الجزيرة)

إضراب تجاري
المحافظة الكبرى بالأردن شهدت صباح الاثنين الماضي إضرابا جزئيا في القطاع التجاري، لمؤازرة المتعطلين عن العمل، وأغلقت معظم المحال أبوابها بنسبة تخطت 80%، إضافة إلى تعليق لافتات لمؤازرة المعتصمين.

ونفذ تجار المدينة وقفة احتجاجية على سوء القرارات الاقتصادية الحكومية، وتأكيدا على ضرورة إيجاد حلول لإنعاش الأسواق التي تشهد ركودا تجاريا.

ويقول رئيس مجلس محافظة معان عبد الكريم الجازي إن المحافظة تعاني من اتساع رقعة الفقر والبطالة، حيث يوجد فيها خمس مناطق من جيوب الفقر، وهو مؤشر على الحكومة التقاطه بشكل عاجل.

ويحذر الجازي -خلال حديثه للجزيرة نت- من الخطوات التصعيدية القادمة لذوي المتعطلين عن العمل في الأيام القادمة، في ظل غياب اتفاق بين الحكومة وأبناء المحافظة.

ويتهم رئيس مجلس المحافظة حكومةَ الرزاز بعدم امتلاكها خططا حقيقة لمواجهة مشكلتي الفقر والبطالة، وهما الملفان الأخطر على طاولتها، إذ هناك وعود متكررة دون خطوات على أرض الواقع.

وفي خطوة تصعيدية أخرى، أغلق مجموعة من أبناء المحافظة الطريق الصحراوي في منطقة الحسينية بالإطارات المشتعلة، تضامنا مع الشباب المعتصمين، بيد أن الأجهزة الأمنية فتحت الطريق فيما بعد.

‪الحركة التجارية في محافظة معان توقفت أربع ساعات تضامنا مع المعتصمين‬ الحركة التجارية في محافظة معان توقفت أربع ساعات تضامنا مع المعتصمين (مواقع التواصل)
‪الحركة التجارية في محافظة معان توقفت أربع ساعات تضامنا مع المعتصمين‬ الحركة التجارية في محافظة معان توقفت أربع ساعات تضامنا مع المعتصمين (مواقع التواصل)

تهميش
ويصف رئيس بلدية معان أكرم كريشان المحافظة بأنها "الأكثر تهميشا في الأردن، وتكاد تكون الأفقر، والأوضاع تفاقمت في السنوات الأخيرة".

ويؤكد كريشان -في حديثه للجزيرة نت- أن هناك احتقانا شعبيا مخيفا لا بد من علاجه، مشيرا إلى تفاقم أزمة المتعطلين عن العمل إضافة إلى غياب المشاريع والاستثمارات وانعدام الفرص بالمدينة.

ويضيف رئيس البلدية أن "غياب الخطط الحكومية والتنمية في مدينة يبلغ عدد سكانها نحو خمسين ألف نسمة، أمر لا يمكن القبول به في هذا التوقيت الحساس".

المصدر : الجزيرة