أيقونة صناعة الألبان ورقم صعب في كسر الحصار.. "بلدنا" تدخل بورصة قطر قريبا

منتجات بلدنا تستحوذ على قرابة ال 94 % من السوق
منتجات بلدنا تستحوذ على قرابة 94% من السوق المحلي (الجزيرة نت)

عماد مراد-الدوحة

بعد حالة من الترقب استمرت قرابة العام، وافقت هيئة قطر للأسواق المالية على طرح أسهم شركة بلدنا للصناعات الغذائية للاكتتاب العام بعد الانتهاء من كافة المتطلبات القانونية، مما يعني دخول وافد جديد إلى البورصة القطرية التي حققت نجاحات كبيرة خلال العامين الماضيين.

وبدأت شركة بلدنا عملها في قطر عام 2012، وقد وجدت نفسها أمام تحدٍ كبير مع بدء الحصار المفروض على البلاد في يونيو/حزيران 2017، لكنها استطاعت تحقيق طفرة كبيرة في مجال منتجات الألبان وصلت إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي بوصول نسبتها في السوق إلى ما يقارب 94%، وليس هذا فحسب بل فتحت مؤخرا خطوطا للتصدير إلى عدد من البلدان الآسيوية، على رأسها سلطنة عمان واليمن وأفغانستان وإندونيسيا.

نجاح شركة بلدنا في مواجهة الأزمة التي عصفت بقطر في الأيام الأولى للحصار منحها سمعة كبيرة داخليا وخارجيا، مما أهلها إلى الحصول على موافقة هيئة قطر للأسواق المالية لإدراج أسهمها في البورصة خلال الربع الأخير من 2019.

حماية المستثمرين
هيئة قطر للأسواق المالية اتخذت خلال الفترات الماضية العديد من الإجراءات والتشريعات الجديدة لتحديث منظومتها التشريعية وفقا لأفضل الممارسات الدولية، وضمان حماية المستثمرين وتعزيز الرقابة على الأسواق المالية والمتعاملين فيها وتنظيم العمل فيها وزيادة درجة عمق وسيولة السوق واستقطاب رؤوس الأموال.

وإلى جانب اكتتاب بلدنا، تترقب البورصة إضافة اكتتاب كل من مياه الريان، وفارما للصناعات الدوائية، وتوقعات بإدراج صندوقين من صناديق المؤشرات المتداولة، أحدهما محلي وهو صندوق خاص بالذهب، والآخر صندوق يتبع مؤشرات عالمية إسلامية مع أحد الشركاء في السوق البريطاني.

ويعتبر المحلل المالي أحمد عقل أن عملية طرح أي شركة جديدة في البورصة تعد خطوة إيجابية لهذا السوق، متوقعا أن تجذب أسهم شركة بلدنا سيولة جديدة تستفيد منها ليس أسهم الشركة المدرجة حديثا فحسب، بل كافة الشركات المدرجة في البورصة بسبب دخول رأس مال جديد إلى السوق.

ويضيف عقل في تصريح للجزيرة نت أن شركة بلدنا تضيف نشاطا جديدا للبورصة لم يكن متوافرا من قبل، مما يعني فرصا استثمارية جديدة، خاصة أن نشاط الشركة هو نشاط أساسي في السوق وليس نشاطا مكملا، فمنتجات الألبان لا يمكن الاستغناء عنها.

وأوضح أن نشاط بلدنا قابل للتوسع، سواء كان ذلك في السوق المحلي أو في الأسواق الذي يمكن أن تصل إليها منتجاتها في ظل السياسة التصديرية والبحث عن أسواق جديدة تسعى الشركة حاليا للوصول إليها.

هيئة قطر للأسواق المالية اتخذت العديد من الإجراءات لتحديث منظومتها التشريعية (الجزيرة-أرشيف)
هيئة قطر للأسواق المالية اتخذت العديد من الإجراءات لتحديث منظومتها التشريعية (الجزيرة-أرشيف)

المخاطر الاستثمارية
يبين عقل أن الإدراجات الجديدة تعطي خيارات أكثر للمستثمرين وتفتح شهية الكثير من الشركات للانضمام إلى البورصة، وتحرك المياه الراكدة في السوق بسبب دخول رأس مال جديد، مشددا على أن انضمام المزيد من الشركات إلى السوق سيؤدي لتنوع الأنشطة ويقلل المخاطر الاستثمارية ويوفر فرصا أكبر للتمويل.

ويشير عقل إلى أن وجود شركة بلدنا ضمن الشركات المدرجة في البورصة القطرية يمثل إضافة حقيقية إلى السوق، مؤكدا متانة الشركة وأداءها القوي الذي أظهرته منذ تأسيسها وما تملكه من استثمارات عديدة ومتنوعة في السوق القطري وانفتاحها على الدول المجاورة من خلال تصدير منتجاتها التي تأكد تمتعها بالجودة وبتنافسية أسعارها.

واتفق الخبير الاقتصادي القطري عبد الله الخاطر مع عقل في أن طبيعة نشاط شركة بلدنا سيكون لها الأثر الإيجابي الكبير في تعزيز نجاح الاكتتاب وتغطيته من أول مرة، خاصة مع عملية تجزئة الأسهم التي نفذتها البورصة مؤخرا، معددا المزايا التي سيضيفها اكتتاب بلدنا إلى البورصة.

وأكد الخاطر في تصريح للجزيرة نت أن طرح أسهم شركة بلدنا في البورصة يعد الانطلاقة الثالثة في تاريخ الشركة التي استطاعت في انطلاقتها الأولى أن تلبي احتياجات السوق القطري في وقت قياسي وبمنتجات عالية الجودة، مما أهلها لانطلاقة أخرى بالدخول لأسواق خارجية في آسيا، ليأتي الدور على الانطلاقة الثالثة التي تتمثل في طرح أسهمها في البورصة، وما يعقب ذلك من تطور على الشركة عموما.

المصدر : الجزيرة