إدراجات جديدة.. ثقة بالاقتصاد القطري رغم الحصار

أعلنت شركة قطر للبترول أنها ستطرح 49% من أسهمها في شركة ألمنيوم قطر للاكتتاب العام، وذلك خلال الربع الأخير من العام الحالي بعد أخذ الموافقات اللازمة، وهي خطوة اعتبرها محللون بمثابة تجديد الثقة في الاقتصاد القطري رغم ظروف الحصار، وفرصة لجذب مزيد من الاستثمارات ورفد موازنة الدولة بعوائد إضافية.

وقالت شركة قطر للبترول -في بيان أمس- إن الاكتتاب يستهدف توفير فرصة استثمارية للمواطنين القطريين في الشركات التي تحتضنها الدولة، والتي تتمتع باستثمار آمن وعوائد مجزية.

وأضافت الشركة أن هذا الطرح يندرج ضمن خطة الدولة لزيادة مشاركة القطاع الخاص في النشاط الاقتصادي، ودعم المناخ الاستثماري القادر على جذب رؤوس الأموال، وتطوير اقتصاد وطني متنوع وتنافسي قادر على تأمين مستوى معيشي مرتفع.

جاذبية أكبر
يقول المدير العام لشركة نماء للاستشارات المالية طه عبد الغني إن هذا الطرح هو أول عملية إدراج متوقعة ببورصة قطر في ظل ظروف الحصار المفروض على البلاد منذ الخامس من يونيو/حزيران الماضي.

ويضيف في حديث للجزيرة نت أن هذا الإدراج يمثل رسالة قوية مفادها أن الاقتصاد القطري قوي، وأن البيئة الاستثمارية في البلاد تتمتع بجاذبية أكبر.

ويعتبر عبد الغني إدراج شركة كبيرة من حجم "ألمنيوم قطر" بمثابة "رسالة تجديد الثقة في الاقتصاد القطري" رغم ظروف الحصار.

وتوقع المحلل المالي أن تنتعش بورصة قطر في ظل إدراج شركة كبيرة من حيث الرأسمال والعوائد الربحية، ويقول إن الحجم الكلي للشركة يقارب مثيله في شركة صناعات قطر الكبرى.

ويعتقد عبد الغني بأن إدراج 49% من أسهم شركة ألمنيوم قطر سيسهم في جذب استثمارات محلية وخارجية إلى سوق المال القطري.

كما رأى أن هذا الطرح الجديد سيتيح لدولة قطر توفير موارد قد تفوق مليار دولار، وتأهيل السوق القطرية للاستثمار بحجم مناسب في المؤشرات العالمية، بالإضافة إلى توفير فائدة كبيرة للمستثمرين القطريين.

وتتوقع شركة قطر للبترول اتخاذ الإجراءات اللازمة والحصول على الموافقات لإدراج شركة ألمنيوم قطر في بورصة قطر خلال الربع الأخير من العام الجاري، في حين ستنشئ قطر للبترول شركة قابضة تقوم بتملك حصتها في "ألمنيوم قطر".

خطوة إيجابية
ويقول محلل مالي -فضل عدم ذكر اسمه- إن هذه الخطوة إيجابية للغاية؛ كونها ستشكل محفزا جديدا لجذب رؤوس الأموال المحلية والخارجية على حد سواء.

ويضيف أن هذا الإدراج سيزيد من عمق السوق، ويرفع أداء بورصة قطر بما يعود بالنفع على المستثمرين.

ويعتقد بأن عمليات الإدراج تمثل شريانا مهما تتنفس منه الأسواق، خاصة إذا كانت هذه الإدراجات تتعلق بقطاعات حيوية مثل قطاع البتروكيماويات.

وصعد مؤشر بورصة قطر لليوم الثاني على التوالي، حيث زاد بنحو 1% عند 8984 نقطة، بعدما حقق مكاسب بـ1.16% في جلسة تداولات أمس.

وتعتبر شركة ألمنيوم قطر -المملوكة مناصفة مع شركة هيدرو النرويجية- واحدة من أنجح المشاريع المشتركة لقطر للبترول، حيث بلغ إجمالي إيراداتها 5.1 مليارات ريال (1.4 مليار دولار) عام 2017، في حين بلغ صافي الربح 660 مليون ريال (181 مليون دولار) في العام ذاته.

وتنتج الشركة نحو 645 ألف طن سنويا من الألمنيوم عالي الجودة لعملائها في آسيا وأوروبا والولايات المتحدة، وتشمل مرافقها مصنعا للكربون، ومرافق الموانئ والتخزين، ومحطة لتوليد الكهرباء تعمل بالغاز.

وفي مارس/آذار الماضي، أعلنت قطر للبترول زيادة نسبة تملك المستثمرين الأجانب في شركات قطاع الطاقة وشركاتها المدرجة في بورصة قطر إلى 49%، وشمل قرار قطر للبترول شركات الكهرباء والماء القطرية، وقطر للوقود، والخليج الدولية للخدمات، ومسيعيد للبتروكيماويات القابضة.

وهو القرار الذي اعتبره المسؤولون بالشركة خطوة لتعزيز سوق الأوراق المالية المحلية لتصبح مركزا ماليا إقليميا، ووجهة مالية جاذبة للاستثمارات المحلية والعالمية.