الألمان أكثر السياح سخاء في العالم

ميركل افتتحت بورصة برلين السياحية العالمية برفقة الأمين العم لمنظمة السياحة العالمية زوراب بولويكشفيلي يمين.
ميركل (وسط) افتتحت بورصة برلين السياحية أمس الثلاثاء ورأت أن السياحة صناعة سلام (الجزيرة نت)

خالد شمت-برلين

كشفت دراسة عرضت ببورصة برلين السياحية الدولية عن مواصلة الألمان الاحتفاظ بالمرتبة الأولى عالميا في الإنفاق السياحي بإنفاقهم 91 مليار يورو (نحو 113 مليار دولار) على السياحة وقضاء العطلات العام الماضي، بزيادة 8% عن عام 2016.

وحسب الدراسة التي أعدها اتحاد وكالات السفر وشركات السياحة الألمانية، فإن 70% من الألمان خططوا للقيام بعطلات وأسفار جديدة بمعدل إنفاق أكبر هذا العام.

وقال رئيس الاتحاد نوربرت فيبيغ إن العطلات والسياحة تمثلان أولوية بالنسبة للألمان الذين قاموا بـ 155 مليون رحلة سياحية مجموعها 1.3 مليار يوم العام الماضي، حتى أنه يسأل نفسه عن الوقت الذي يمضونه بالعمل.

صناعة سلام
واعتبرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أن السياحة صناعة سلام وتنمية وتقريب بين الشعوب، ومثال للفرص والعولمة ورسالة للانفتاح بين الأمم.

وأشارت ميركل في كلمة لها في افتتاح بورصة برلين السياحية مساء أمس الثلاثاء إلى أن السياحة توفر فرص عمل لثلاثة ملايين شخص في بلادها، بينما يسهم 11 مليون سائح ألماني سنويا في تحقيق التنمية وتوفير فرص عمل في بلدان أخرى، وتمنت أن تسهم بورصة برلين السياحية في إزالة الأحكام المسبقة بين الثقافات، في وقت تتزايد فيه الأزمات بالعالم.

وفي السياق نفسه، قال الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية زوراب بولويكشفيلي إن الأزمات المتزايدة لم تؤثر على حركة السياحة العالمية، حيث بلغ عدد السائحين في العالم 1.3 مليار شخص العام الماضي بزيادة 19 مليون سائح عن عام 2016، وتوقع زيادة هذا العدد بمقدار نصف مليار سائح عام 2030.

ممثلو أكثر من عشرة آلاف شركة سياحية حضروا للمنافسة على صفقات بالمليارات (الجزيرة نت)
ممثلو أكثر من عشرة آلاف شركة سياحية حضروا للمنافسة على صفقات بالمليارات (الجزيرة نت)

وتمثل بورصة برلين السياحية العالمية أكبر تجمع سنوي لشركات السياحة ووكالات السفر في العالم، وأهم مؤشر لمعدلات الحجوزات والعروض السياحية، ويتم خلالها الاتفاق على صفقات سياحية بقيمة عشرة مليارات يورو (12.4 مليار دولار) حسب الاتحاد الألماني لوكالات السفر وشركات السياحة.

وتشارك في البورصة بدورتها السنوية 52 هذا العام أكثر من عشرة آلاف شركة عارضة من 186 دولة، من بينها دول عربية عديدة تنافس للحصول على نصيبها من كعكة الصفقات السياحية العالمية. وتأتي السياحة البيئية والعلاجية في صدارة نقاشات بورصة برلين هذا العام.

واختارت البورصة -على غير عادتها السنوية باستضافة إحدى الدول كضيف شرف- ولاية ميكلنبورغ فوربومرن الواقعة شرقي ألمانيا ضيف شرفها هذا العام.

وفي إشارة إلى التغيرات التكنولوجية التي يشهدها قطاع السياحة، أظهرت دراسة أعلن عنها في افتتاح البورصة أن 77% من حجوزات السفر والسياحة بالعالم لرحلة أقل من خمسة أيام و45% من الحجوزات لرحلات مدتها خمسة أيام فأكثر في العام الماضي أجريت بشكل فردي عبر الحواسيب والهواتف الذكية.

وأشارت الدراسة إلى تزايد اهتمام شركات السياحة بالترويج لعروضها عبر نظرات الأبعاد الثلاثية التي تنقل الزائرين عبر العالم الافتراضي للمقاصد السياحية.

مقاصد
وذكر رئيس اتحاد وكالات السفر وشركات السياحة الألمانية نوربرت فيبيغ في تصريح للجزيرة نت أن تحدي الأمن الذي تواجهه السياحة العالمية أضيف إليه تحد جديد هو زيادة أعداد السائحين بشكل هائل في بعض البلدان بما يفوق قدرتها على استيعابهم.

وأوضح فيبيغ أن هذه الظاهرة برزت العام الماضي في برشلونة وروما وأمستردام، وتسببت في قيام مظاهرات تطالب بتخفيض أعداد السائحين.

وأشارت حجوزات يناير/كانون الثاني التي تعتبر المؤشر الرئيسي لحجوزات كامل العام بالسوق السياحي الألماني إلى توقع إقبال واسع من السائحين الألمان على زيارة تركيا وتونس والمغرب واليونان.

وتوقعت مؤشرات بورصة برلين زيادة حجوزات السائحين الألمان في تونس إلى الضعف عام 2018 مقارنة بحجوزات العام الماضي. وتوقعت المؤشرات أيضا زيادة حجم الإقبال السياحي الألماني على تركيا إلى الضعف هذا العام مقارنة بحجوزات عام 2017.

وأشار رئيس اتحاد وكالات السفر وشركات السياحة الألمانية إلى أن الاحتقان الحالي في العلاقات بين برلين وأنقرة لم يعد يؤثر بشكل كبير على اهتمام الألمان بالسياحة في تركيا. ولفت فيبيغ إلى أن تراجع معدلات السياحة الألمانية إلى الولايات المتحدة بنسبة 20% هذا العام يرجع إلى سياسات الرئيس الأميركي دونالد ترمب.

المصدر : الجزيرة