الأثاث يعزز موارد العملة الصعبة في تركيا

من الأثاث في أحد المعارض التجارية بشركة ماسكو للأثاث -
أثاث بأحد المعارض التجارية بشركة ماسكو في إسطنبول (الجزيرة)

خليل مبروك-إسطنبول

بمساحة تزيد على أكثر من 480 ألف كيلومتر مربع، وبقرابة 800 معرض من الأثاث تتربع شركة "ماسكو" بحجم مدينة عرض متكاملة للأثاث في قلب إسطنبول لتعكس حجم ازدهار هذه الصناعة في تركيا.

لكن من يعرفون أسواق الأثاث في البلد جيدا يدركون أن المدينة ليست سوى واحدة من مئات الشركات العملاقة التي تدر العملة الصعبة على تركيا من هذا الباب.

فداخل شوارع ماسكو، ينتشر الزبائن المحليون بحثا عن احتياجات منازلهم المختلفة للفرش المحلي، أما التجار الأجانب فهم يقلبون البصر جيدا في انتظار صفقات مربحة من أثاث المنازل والشركات وفرش الفنادق والمستشفيات وغيرها من المنشآت.

وقال أحد التجار من أذربيجان الذين التقتهم الجزيرة نت في ماسكو إن الأثاث التركي هو الأكثر انتشارا في بلاده التي استوردت منه خلال العام الماضي بقيمة 38 مليون دولار.

وأضاف أن تنوع المعروضات التركية وتجديدها الدائم يغري تجار الجملة من بلاده للاعتماد على استيراد الأثاث من إسطنبول بالتحديد.

‪صادرات قطاع الأثاث التركي بلغت 2.4 مليار دولار العام الماضي‬ صادرات قطاع الأثاث التركي بلغت 2.4 مليار دولار العام الماضي (الجزيرة)
‪صادرات قطاع الأثاث التركي بلغت 2.4 مليار دولار العام الماضي‬ صادرات قطاع الأثاث التركي بلغت 2.4 مليار دولار العام الماضي (الجزيرة)

تطلعات
خلال عقد ونصف العقد، قفزت تركيا من المرتبة الـ 23 إلى المرتبة الـ 12 من بين الدول المصدرة للأثاث حول العالم، إذ بلغت قيمة صادرات هذا القطاع في العام 2017 نحو 2.35 مليار دولار، ليكون بذلك واحدا من قطاعات كثيرة تدر الدخل بالعملة الصعبة الحيوية على الاقتصاد التركي.

غير أن هذا النمو الكبير لم يرض "الإدارة الحكومية لصادرات الأثاث" التي قالت في تقريرها السنوي عن العام 2018 إن مساهمة هذا القطاع رغم ضخامته لا تزيد عن 1.5% من مجمل العملة الصعبة الواردة على البلاد.

ووفقا للخبراء الاقتصاديين فإن تجارة الأثاث الدولية تعد مصدر دخل هام وكبير للبلاد، لكن ضعف إسهامها في الوارد المالي يرجع إلى سببين أولهما حاجة تركيا لاستيراد الكثير من خامات صنع الأثاث بالعملة الصعبة، وتجميد صادرات الأثاث إلى روسيا في العامين 2015 و2016 بسبب الأزمة التي خيمت على علاقات البلدين في ذلك الوقت.

ويتطلع صانعو السياسات الاقتصادية الأتراك إلى شغل مكان بين الخمسة الكبار عالميا في هذا المجال مع حلول العام 2023، مرجحين أن تبلغ قيمة صادرات الأثاث التركي في ذلك الحين عشرة مليارات دولار سنويا.

‪كوليتش: تركيا تصدر أثاثها إلى 170 دولة‬ (الجزيرة)
‪كوليتش: تركيا تصدر أثاثها إلى 170 دولة‬ (الجزيرة)

انفتاح عالمي
ووفقا لأحمد كوليتش رئيس مجلس اتحاد مصدري وتجار الأثاث التركي "موسفيد" فإن تركيا تصدر أثاثها عبر 204 نقاط بيع إلى نحو 170 دولة.

ويمثل العراق أكبر مستورد للأثاث التركي بقيمة بلغت 427 مليون دولار في العام 2017، تليه ألمانيا بــ177 مليون دولار ثم السعودية بـ172 مليون دولار.

ويسعى تجار الأثاث إلى توسيع صادراتهم لأسواق الصين والولايات المتحدة الأميركية وألمانيا والهند وإيطاليا ودبي.

وأكد كوليتش أن قطاع الأثاث التركي سيجني أرباحا أكبر بعد توقيع اتفاقية لتصدير الأثاث التركي إلى إيران العام الماضي.

واختتم في الحادي عشر من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري في إسطنبول معرض الأثاث الدولي الذي شاركت فيه 700 شركة تساهم بنحو 75% من إنتاج الأثاث التركي، في حين زار المعرض نحو 75 ألف زائر بينهم قسم كبير من التجار الأجانب حضروا من 93 دولة.

وبحسب بيانات صادرة عن اتحاد مصنعي الأثاث التركي فإن قطاع الأثاث يمثل أحد أهم مصادر الدخل الأجنبي سريعة النمو في الاقتصاد التركي، خاصة عبر صادرات العلامات التجارية المميزة.

وتشير البيانات إلى أن تركيا تصنف ثانيا في جودة إنتاجها من الأثاث بعد إيطاليا، ويقول المسؤولون عن تجارة الأثاث فيها إنها في سباق حثيث مع كبار المنتجين في العالم، لكن خطوات كبيرة ما زالت أمامها كي تجد موقعها بين الكبار في هذه السوق.

المصدر : الجزيرة