السعودية.. الاقتصاد يدفع ثمن مقتل خاشقجي

أكد تقرير بموقع "ميدل إيست آي" البريطاني أن اقتصاد السعودية سيدفع ثمنا باهظا بعد أن اعترفت الرياض بمقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي بجريمة أثارت موجة غضب في جميع أنحاء العالم، وهو ما قد يدفع بالولايات المتحدة والعديد من الدول الأخرى لاتخاذ بعض الإجراءات ضد المملكة.

ووفقا لتقرير سيمون كونستابل، تتمثل المشكلة الكبرى في أن المستثمرين سينسحبون من السعودية، باعتبار أن جريمة القتل تسلط الضوء على انعدام الاستقرار السياسي الذي تعيشه الدولة، وهو أمر يجعل المستثمرين ينأون بأنفسهم أو يطالبون بمبالغ ضخمة.

وقال البروفسور في الدراسات الدفاعية بكلية الملك في لندن ديفد روبرتس إن "جريمة القتل تشكل مصدر قلق لجميع المستثمرين في المملكة العربية السعودية".

وأضاف أن عملية اعتقال عدد كبير من الأمراء السعوديين أدت أيضا إلى تشكيك الكثير من المستثمرين في تماسك النظام القانوني السعودي، كما بدؤوا يتساءلون عما إذا كان ينبغي عليهم الاستثمار في البلاد أم لا.

وينظر ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى المستثمرين الأجانب على أنهم مفتاح مشروع رؤية 2030 الذي يهدف إلى جعل اقتصاد البلاد يعتمد على الاستثمار بدلا من النفط.

ويشير تقرير لشركة الاستشارات كابيتال إيكونوميكس إلى أن الاستثمار الأجنبي المباشر في المملكة انخفض إلى نحو 0.2% من إجمالي الناتج المحلي للسنة الماضية.

ضعف النمو
وشهد اقتصاد السعودية انكماشا العام الماضي، وخلال الربعين الأول والثاني من السنة الحالية، إذ لم تتغير نسبة الناتج المحلي الإجمالي وظلت تحت 2%، وفقا لبيانات موقع ترايدنغ إيكونوميكس.

وبحسب وكالة بلومبرغ، يأتي هذا النمو الضعيف على خلفية انخفاض أسعار النفط الذي تعتمد عليه المملكة بشكل كبير، حيث سجلت أسعار النفط الخام أدنى مستوى لها في شهر يناير/كانون الثاني من عام 2016 بقيمة لم تتجاوز 30 دولارا للبرميل، قبل أن ترتفع إلى 76 دولارا في الآونة الأخيرة.

ووفقا لما صرحت به وزارة التجارة، يمثل إنتاج النفط والطاقة حوالي تسعة أعشار صادرات المملكة العربية السعودية و46% من الناتج المحلي الإجمالي، ولذلك إن لم تتمكن السعودية من الحصول على الاستثمار الأجنبي فلن تكون قادرة على إصلاح الاقتصاد، خاصة أن الاستثمار الأجنبي يؤدي إلى زيادة رأس المال.

وقال أستاذ الاقتصاد بجامعة أوغوستانا في داكوتا الجنوبية روبرت إي رايت إنه ينبغي على المستثمرين الأجانب في المملكة الأخذ بعين الاعتبار المخاطر السياسية التي يصعب تحديدها، مؤكدا ارتفاع هذه المخاطر بالتزامن مع وقوع جرائم شبيهة بجريمة قتل خاشقجي.