الماركات التجارية التركية.. 3 آلاف شركة تخوض حرب الليرة

وتتنوع الماركات التركية بين الصناعات الغذائية والحلويات والمقاهي والمطاعم والمأكولات والملابس والأزياء والأقمشة ومستحضرات التجميل والعطور والإكسسوارات وغيرها.

ففي مجال الملابس تعد سلسلة "أل سي وايكيكي" أشهر العلامات التجارية التركية، وقد انطلق هذا المتجر إلى العالمية من باريس في العام 1985، ويضم الآن أكثر من 684 متجرا موزعة على 32 دولة، وتكثر فروعه في مدينتي إسطنبول وأنقرة التركيتين، ويشغل قرابة 22 ألف موظف.

وإلى جانب "أل سي وايكيكي" تنتشر في المدن التركية المئات من متاجر الملابس والإكسسوارات والأحذية والحقائب التابعة لماركات ذائعة الصيت، مثل "كوتون" و"كولازيون"، و"هوتيش"، و"فلو"، و"ديفاكتو" وغيرها.

ويعرف زوار تركيا مقاهي تركيا الفاخرة ذات العلامات الكبرى مثل "ديليك"، و"مادو"، و"هاجي سيد"، إضافة إلى شركات الحلويات المميزة، مثل "فاروق غولو أوغلو"، و"طوبى كوسكا"، وماركات القهوة التركية كــ"محمود بيه قهوة".

ويعول الاقتصاديون ورجال الأعمال الأتراك على هذه الماركات لجذب العملة الصعبة إلى البلاد، في الوقت الذي تراجعت فيه العملة التركية (الليرة) بشكل حاد أمام الدولار في أعقاب الأزمة التي نشبت خلال الشهور الماضية بين واشنطن وأنقرة على خلفية اعتقال الأخيرة القس الأميركي برونسون ومحاكمته بتهمتي التجسس والإرهاب. 

ويعتبر رئيس جمعية اتحاد مصنعي الماركات الوطنية التركية (أوفراد) مصطفى آيدين أن الشركات التجارية التركية الكبرى ذات الماركات ذائعة الصيت لعبت دورا مهما في مواجهة ما سماها "الحرب الاقتصادية على العملة التركية".

وقال آيدن إن هذه الشركات واجهت هجمة الدولار على الليرة بروح "شهداء 15 تموز"، وهو يقصد بذلك تصدي الشارع التركي لمحاولة الانقلاب الفاشلة في 15 يوليو/تموز 2016.

سوق عملاق
وتشير بيانات الجمعية إلى أن الحجم المالي للشركات التجارية ذات العلامات المسجلة في تركيا بلغ في العام 2017 ما قيمته 43 مليار دولار، موزعة على ثلاثة آلاف شركة وفرت خلال العام ذاته فرص عمل لنحو مئتي ألف موظف.

ويبلغ عدد الماركات التركية التي لديها استثمارات خارجية نحو 150 ماركة، أما الماركات الأجنبية العاملة في تركيا فتشكل نحو 29% من حجم الصناعة الكلي، وتدير قرابة ستين ألف فرع في طول البلاد وعرضها.

وبحسب توقعات "أوفراد"، فإن القيمة السوقية لشركات الماركات التركية ستبلغ في العام 2020 نحو خمسين مليار دولار.

توسع خارجي
وتجذب الماركات التركية في الوقت الحاضر رجال الأعمال والمستثمرين الأجانب الذين يرغبون بامتلاك حقوق هذه الماركات مقابل مبالغ مالية تبدو معقولة في أغلب الأحيان.

ووفقا لجمعية اتحاد مصنعي الماركات الوطنية التركية (أوفراد)، فإن موقع السوق التركي جغرافيا يجعل منه مكانا مناسبا لتجارة الماركات عبر بيع وشراء علاماتها التجارية.

فبين الـ11 والـ14 من أكتوبر/تشرين الأول الجاري زار 28 ألف تاجر ومستثمر معرض العلامات التجارية التركية الدولي الـ16 الذي عرضت فيه نحو 306 شركات تركية علاماتها التجارية للاستثمار.

وعرضت في المعرض وكالات لبعض الماركات التجارية بأسعار تراوحت بين 3 و5 آلاف دولار فقط للماركة الواحدة كما في عطور "لاكتوني"، وبلغت قيمة الاستحواذ على ماركة "جاغ كلوب" للأحذية الجلدية أقل من ألفي دولار، في حين بلغ سعر وكالة الأحذية من ماركة "فلو" قرابة 85 ألف دولار.

كما تم في المعرض تسويق ماركات لشركات لوازم الأطفال مثل "بوتي" بقيمة 85 ألف دولار، و"بالون إيفي" بـ13 ألف دولار، كما تم تسويق ماركة "بالدان تطلي" للحلويات التركية بقيمة 35 ألف دولار.

ووفقا للناطق الرسمي باسم المعرض أوزهان أرم، فإن نسخته الـ16 شهدت نشوء عشرات الشراكات وتوقيع اتفاقيات تجارية مهمة وكبيرة بين علامات تجارية تركية ومستثمرين حضروا من خارج البلاد يسعون لافتتاح وكالات لهذه العلامات التجارية في بلدانهم.