هل تتسبب الصين في إنهاء تداول "بتكوين" عالميا؟

وصل حجم تداول العملة الرقمية في السوق الصيني إلى 150 مليار دولار
وصل حجم تداول العملة الرقمية في السوق الصيني إلى 150 مليار دولار (الجزيرة)

علي أبو مريحيل-بكين

أمرت السلطات المحلية في العاصمة بكين بوقف تداول العملة الرقمية "بتكوين" في البلاد، وطالبت البورصات الصينية بإخطار المستخدمين بمنع تداول العملة الرقمية والتوقف الفوري عن السماح بتسجيل مستخدمين جدد.

وكان البنك المركزي الصيني قد أعلن في وقت سابق حظر الطروحات الأولية لهذه العملة، مما أدى إلى انخفاض قيمة الـ"بتكوين" بحوالي 10%.

ويرجع خبراء قرار السلطات الصينية إلى مخاوف من نزوح رؤوس الأموال صوب العملات الرقمية، وخشية استخدام هذه العملات في غسل الأموال، خصوصا بعدما أصبحت وسيلة دفع للعديد من الشركات نظرا لما توفره من إمكانية تحويل الأموال دون الحاجة إلى طرف ثالث.

وتشير تقارير اقتصادية إلى احتمال أن يؤدي القرار الصيني إلى هزات كبيرة في سوق العملات الافتراضية المتنامي، ولا سيما أن الصين مثلت مركزا رئيسيا لسك عملات الـ"بتكوين" افتراضيا وتداولها.

تهديد النظام المالي
وأوضح وانغ بينغ -وهو باحث في معهد "شارهار" بشانغهاي- أن الإجراءات الصينية اتخذت لتجنب المخاطر في الأسواق المالية واستعادة السيادة النقدية للصين عليها، مشيرا إلى أن العملة الرقمية "بتكوين" ظهرت باعتبارها عملة افتراضية بعد الأزمة المالية التي عصفت بالعالم عام 2008، ومع مرور الوقت أصبح لها تأثير متزايد في السوق المالي الصيني.

وأضاف وانغ في حديثه للجزيرة نت أنه وفقا للقانون الصيني لا توجد شرعية لتبادل واستخدام مثل هذا النوع من العملات الافتراضية، وأشار إلى أن متداولي هذه العملة استغلوا بعض الثغرات في النظام المالي الصيني، مما أتاح لها أن تنتشر على نحو غير متوقع.

‪شركة للأسهم المالية بالعاصمة بكين‬ (الجزيرة)
‪شركة للأسهم المالية بالعاصمة بكين‬ (الجزيرة)

وتابع وانغ بينغ أنه في ظل المخاطر الاجتماعية والأمنية التي ترتبت على تداول هذه العملة على نطاق واسع في البلاد لما تتمتع به من خصائص تنسجم مع توجهات غير قانونية، مثل عدم الكشف عن هوية المتداولين وقابلية التحويل بالدولار فإن ذلك دفع السلطات الصينية إلى وقف تداولها باعتبارها تمثل تهديدا كبيرا للضمان الاجتماعي والنظام المالي في الصين.

تأثير محدود
من جهته، قلل المحلل المالي في شركة أسهم بالعاصمة بكين تشيانغ جاو من تأثير عملة بتكوين على تداولات الصين النقدية رغم انتشارها الكبير في البلاد، ووصول قيمتها في السوق الصيني إلى 150 مليار دولار (23% من التداول العالمي).

وقال إنها ليست أداة ناجعة لادخار الأموال، وذلك بسبب تقلبات أسعارها المتسارعة على نحو غير موجود في الأسواق النقدية.

وأضاف تشيانغ في حديثه للجزيرة نت أن الصين ليست الدولة الوحيدة التي أوقفت التداول بهذه العملة الرقمية، بل هناك العديد من الدول، مما يشير إلى اقتراب نهاية تداولها عالميا بعد انحسار ذلك في دول قليلة لا تشكل مجتمعة أكثر من 40% من حجم تداولها العالمي.

وأشار إلى أن سعر تداول الـ"بتكوين" انخفض بنسبة 10% بمجرد إعلان السلطات الصينية قرارها وقف تداولها في البلاد، مشددا على أن ذلك من شأنه أن يكتب نهاية سريعة لهذه العملة لو أقدمت دول أخرى على هذه الخطوة مثل بريطانيا وسويسرا والسويد.

يذكر أن "بتكوين" هي عملة إلكترونية ليست لديها بدائل ورقية أو معدنية، ويتم تداولها عبر الإنترنت فقط، ولا توجد هيئات حكومية أو مركزية تقف خلفها، وتستخدم على نطاق واسع عبر المنصات الإلكترونية، وكان أول ظهور لها في أعقاب الأزمة المالية عام 2008.

المصدر : الجزيرة