الصين تعتزم استخدام الإيثانول لمواجهة تلوث الهواء

الصين تدرس وقف عمل السيارات التي تعمل بالبنزين في نهاية عام 2020.jpg
السلطات الصينية تسعى لخفض انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون التي تساهم فيها السيارات (الجزيرة نت)

علي أبو مريحيل-بكين

أعلنت الصين اعتزامها طرح استخدام وقود الإيثانول في البلاد كبديل للوقود الأحفوري بحلول عام 2020، وهو ما من شأنه أن يحد من تلوث الهواء، ويوسع نطاق استخدام الطاقة المتجددة والمركبات الصديقة للبيئة.

وقالت الإدارة الوطنية للطاقة في بيان لها إن الهدف من هذا الطرح خفضُ انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون والضباب الدخاني في المدن الكبرى. ووفقا للخطة التي طرحتها الإدارة، فإنها ستعمل على رفع إنتاجها من الغاز السائل إلى 30%.

ورغم أن الصين تعد ثالث أكبر دولة منتجة للإيثانول في العالم، فإن حجم استهلاكها السنوي منه لا يزيد عن ثلاثة ملايين طن، وهي نسبة أقل من 1% من إجمالي الاستهلاك العالمي الذي يتجاوز خمسمئة مليون طن سنويا.

وكانت الصين أطلقت عام 2004 برنامجا لصناعة الإيثانول من الذرة والشمندر وقصب السكر، وتهدف الآن إلى بناء ثلاث قواعد جديدة في شمال شرقي البلاد لإنتاجه، وهو ما يثير -وفق محللين- مخاوف من حدوث اضطراب في توازن المحاصيل الزراعية بسبب احتمال تركيز المزارعين على زراعة هذه المنتجات دون غيرها في المستقبل.

وحول هذه المخاوف، أوضح الباحث في المركز الوطني للطاقة البديلة لي وان أن لدى الصين فائضا من المحاصيل المنتجة للإيثانول تقدر بأكثر من مئتي مليون طن، وبالتالي فإن الحكومة ليست بحاجة إلى زراعة المزيد من هذه المنتوجات على المدى القريب.

وقال لي في حديث للجزيرة نت إن الصين تنتج سنويا نحو خمسمئة مليون طن من الحبوب ومخلفات المحاصيل الزراعية، مشيرا إلى أن هذه الكمية كافية لإنتاج ما يعادل 25 مليون طن من الوقود الحيوي.

‪بكين واحدة من بين مدن صينية تعاني من تلوث الهواء‬ (رويترز)
‪بكين واحدة من بين مدن صينية تعاني من تلوث الهواء‬ (رويترز)

واردات النفط
مع إعلان الإدارة الوطنية للطاقة اعتزامها استخدام الوقود الحيوي كبديل للوقود الأحفوري، ثارت مخاوف لدى منتجي ومستوردي البترول في البلاد من تراجع نسبة الورادات الصينية من النفط، والاعتماد كليا على الوقود الحيوي.

وقد عزز هذه المخاوف دراسة حكومية كشفت عنها وسائل إعلام محلية لوقف عمل كافة المركبات التي تعمل بالبنزين نهاية عام 2020، والسماح فقط باستخدام السيارات الكهربائية والمركبات التي تعمل بالطاقة المتجددة.

من جهته أكد دونغ يي عميد كلية الاقتصاد بجامعة "جينان" أن قرار الإدارة الوطنية للطاقة من شأنه أن يسهم في رفع مستوى الاقتصاد عبر توفير مليارات الدولارات التي تصرف سنوياً على استيراد النفط من الخارج.

وقال دونغ في حديث للجزيرة نت إن تكلفة إنتاج الإيثانول غير مكلفة في ظل الدعم الذي ستوفره الحكومة للمزارعين، والاعتماد الكامل على الإنتاج الوطني. وأضاف أن هذا التوجه ينسجم مع خطة الحكومة لتخفيض انبعاثات الكربون، في إطار التزام الصين باتفاقية باريس للمناخ.

يذكر أن الصين أكبر مستورد للنفط في العالم بمعدل يصل إلى ثمانية ملايين برميل نفط يوميا، كما أن لديها أعلى معدلات تلوث الهواء والضباب الدخاني الناتج عن المخلفات الصناعية. وكانت دراسة حديثة قد ذكرت في وقت سابق، أن الصين وحدها سجلت في 2015 أكثر من ربع العدد الإجمالي للوفيات الناجمة عن تلوث الهواء في العالم.

المصدر : الجزيرة