عمالقة طاقة يخطبون ود قطر لنيل دور بإنتاج الغاز
والتقي الرؤساء التنفيذيون لـ إكسون موبيل ورويال داتش شل وتوتال الفرنسية بأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني قبل أن تعلن الدوحة عن خطة يوم الثلاثاء لزيادة إنتاجها من الغاز الطبيعي المسال بنسبة 30%.
وقالت مصادر بالشركات لوكالة رويترز إن الرؤساء التنفيذيين عبروا عن اهتمامهم بمساعدة قطر في طموحها لإنتاج مئة مليون طن من الغاز الطبيعي المسال سنويا، أي ما يعادل ثلث الإمدادات العالمية حاليا، خلال السنوات الخمس إلى السبع المقبلة.
وامتنع متحدثون باسم الشركات الثلاث عن التعليق. لكن مسؤولا تنفيذيا كبيرا لدى إحدى شركات الطاقة الكبرى التي تتطلع إلى التوسع بقطر قال إن الفرصة التجارية الضخمة تستحق المخاطرة السياسية الكبيرة.
وقال لرويترز "هناك سياسة واحدة هنا، يجب عليك العمل كشركة تجارية.. يجب عليك أن تقوم باختيارات تجارية بحتة وأن تكون قطريا في قطر وإماراتيا في الإمارات".
رغبة بالاستثمار
واستثمرت إكسون وشل وتوتال بالفعل الكثير في قطر، خاصة في مشروعات تسييل الغاز. وقالت المصادر إن الشركات الثلاث كانت تتوقع أن تقوم قطر بزيادة صادراتها من الغاز المسال منذ رفعت الدوحة حظرا فرضته ذاتيا على تطوير حقل الشمال أكبر حقل للغاز الطبيعي في العالم والذي تشترك فيه مع إيران.
والتقى الرئيس التنفيذي لإكسون "دارين وودز" بأمير قطر يوم 26 يونيو/حزيران، وبحثا التعاون مع الدوحة التي تعمل إكسون فيها منذ 1935 وفق بيان نقلته وكالة الأنباء الرسمية.
وقالت مصادر بالقطاع مقربة من المحادثات إن "الرئيس التنفيذي لإكسون كان حريصا على المشاركة في زيادة الطاقة الإنتاجية الجديدة للغاز، وعبر عن رغبته في الاستثمار".
وحل وودز محل ريكس تيلرسون الذي ساعدت إكسون تحت قيادته في بناء قطاع الغاز المسال القطري حتى غادر منصبه ليتولى حقيبة الخارجية الأميركية في وقت سابق من هذا العام.
وستصبح إكسون أكبر مستثمر أجنبي في قطر عام 2017، مع توجيه معظم الأموال إلى منشآت للغاز الطبيعي المسال الذي يشكل 7% من محفظتها العالمية، وفق وود ماكنزي للاستشارات.
كذلك، فإن رئيس شل "فان بيوردن" كان من أوائل قادة الشركات الأجنبية الذين زاروا قطر بعد اندلاع الأزمة حيث اجتمع مع أمير البلاد يوم 14 يونيو/حزيران. وبعد ذلك بعدة أيام أُبرم اتفاق جديد تقوم الدوحة بموجبه بتوريد 1.1 مليون طن سنويا من الغاز إلى شل أكبر شركة عاملة في تجارة الغاز الطبيعي المسال في العالم، لخمس سنوات تبدأ عام 2019.
وتتضمن عمليات شل في قطر مشروع "بيرل جي تي أل" وهو أكبر مصنع في العالم لتحويل الغاز إلى وقود سائل. ويعادل إجمالي استثمارات الشركة بالدولة نحو 6% من محفظتها العالمية.
وبحث الرئيس التنفيذي لتوتال "باتريك بويان" فرصا جديدة في قطاع الغاز الطبيعي المسال وكذلك خطط الشركة لتطوير حقل نفط الشاهين خلال رحلته إلى الدوحة، وفق ما أفاد مصدر رفيع.
وقال مصدر كبير بالقطاع إنه يمكن زيادة الطاقة الإنتاجية لقطر من الغاز الطبيعي المسال بما يصل عشرة ملايين طن سنويا بوتيرة سريعة وبتكلفة زهيدة نسبيا عبر تحسين المنشآت القائمة، وتحديث عدد محدود من الوحدات.
بخلاف ذلك، فإن التوسع قد يتطلب بناء مرافئ جديدة لتسييل الغاز بما يتطلب استثمارات كبيرة، وهو ما يمكن أن تقدمه شركات الطاقة العملاقة.
وتكاليف إنتاج الغاز في قطر -أكبر منتج للغاز الطبيعي المسال في العالم وأكبر مصدر للغاز بعد روسيا- من بين أقل تكاليف الإنتاج في العالم.