توجه أوروبي لإنجاز قائمة سوداء للملاذات الضريبية

أبدى الاتحاد الأوروبي في أعقاب فضيحة "وثائق بارادايز" تصميمه على إنجاز قائمته السوداء للملاذات الضريبية في ديسمبر/كانون الأول القادم، رغم الخلافات المستمرة في وجهات النظر حول العقوبات بحق الدول غير المتعاونة في هذا المجال.

وقال وزير المالية الإستوني توماس تونيست -الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي- خلال مؤتمر صحافي في ختام اجتماع للدول الـ28 في بروكسل أمس؛ إن "المناقشات أتاحت تقريب وجهات النظر، ونأمل أن نتمكن من إقرار القائمة في ديسمبر/كانون الأول" المقبل.

وتعود فكرة وضع قائمة للملاذات الضريبية مشتركة لجميع دول الاتحاد الأوروبي إلى أبريل/نيسان 2016، بعد فضيحة "وثائق بنما" عندما ندد الاتحاد الدولي للصحافيين الاستقصائيين (آي سي آي جي) بنظام تهرب ضريبي واسع النطاق على صعيد العالم.

وأعطت المعلومات الأخيرة التي بدأ الاتحاد نفسه الكشف عنها الأحد الماضي حول الوسائل العالمية للتهرب الضريبي وأطلق عليها تسمية "وثائق بارادايز"، دفعا جديدا لجهود الاتحاد الأوروبي من أجل مكافحة هذه الظاهرة.

ويتم إنجاز هذه القائمة التي لا تضم أيا من دول الاتحاد الـ28، خلال اللقاء المقبل لوزراء مالية الاتحاد الأوروبي في الخامس من ديسمبر/كانون الأول المقبل.

ووجهت المفوضية الأوروبية في الوقت الحاضر رسائل إلى نحو ستين دولة لمطالبتها بالالتزام بإجراء إصلاحات، مهددة بإدراجها على هذه القائمة.

وأفاد مصدر دبلوماسي بأن الاتحاد الأوروبي أمهل الدول المعنية حتى 18 نوفمبر/تشرين الثاني الحالي للرد.

وعرض وزير المالية الفرنسي برونو لومير الثلاثاء على نظرائه منع الدول التي "لا تقدم المعلومات الضرورية لمكافحة التهرب الضريبي، من إمكانية الحصول على تمويل من المؤسسات الدولية الكبرى مثل البنك الدولي أو صندوق النقد الدولي".

في حين أعرب وزير مالية لوكسمبورغ بيار غرامينيا عن تحفظاته حيال عقوبات محتملة، وقال في نهاية الاجتماع إن "الإدراج ضمن قائمة سوداء هو بحد ذاته عقوبة في غاية الشدة يجدر عدم الاستهانة بها".

وكان مفوض الشؤون الاقتصادية في الاتحاد الأوروبي بيار موسكوفيسي دعا في وقت سابق الثلاثاء الدول الأعضاء في الاتحاد إلى أن تنجز في 2017 قائمة الملاذات الضريبية السوداء.