مصر تتراجع عن سياسة "الإرغوت" بعد اتساع الأزمة

Egyptian farmers examine wheat that has come out of hammer mill on a farm in Beni Suef, 75 miles, (120 kilometers), south of Cairo, Egypt, Friday, May 22, 2015. Egyptian farmers are struggling to maintain crop productivity due to outdated irrigation and harvest methods, as well as the government's lifting of energy and agricultural subsidies. (AP Photo/Amr Nabil)
المعايير العالمية تسمح بنسبة 0.05% من الإرغوت في القمح (أسوشيتد برس)

قررت الحكومة المصرية إلغاء معايير استيراد القمح التي تشترط خلوه تماما من فطر الإرغوت، بعد أن تسببت هذه الاشتراطات في مقاطعة الشركات الأجنبية لمناقصات القمح بشكل جماعي، وأحدثت توترا في العلاقات التجارية مع روسيا.

ويفتح هذا القرار الباب لإنهاء الخلافات الزراعية مع موسكو التي كانت قد أعلنت حظر الفواكه والخضراوات المصرية في قرار يفترض أن يدخل حيز التنفيذ اليوم الخميس، بعد رفض القاهرة شحنات قمح روسية؛ لكن روسيا أكدت أن قرارها لم يكن "انتقاميا" وأنه يتعلق بالصحة النباتية.

وقالت الحكومة المصرية أمس الأربعاء في بيان إنها تراجعت عن معايير القمح التي بدأ تطبيقها في أغسطس/آب الماضي، وعادت إلى المعايير القديمة التي تسمح بنسبة من الإرغوت لا تتجاوز 0.05% في القمح، وهو معيار عالمي شائع، مشيرة إلى أن ذلك ينطبق على "كافة الشحنات المتعاقد عليها والجديدة".

وذكر البيان أن تلك الاشتراطات التي تم تطبيقها الشهر الماضي بأثر رجعي أدت إلى "توقف شحن 540 ألف طن قمح من الموانئ العالمية إلى مصر".

المخزون الإستراتيجي
ومع الإعلان عن تغيير معايير القمح، كشف وزير التموين المصري محمد علي الشيخ أمس أن مخزون القمح الإستراتيجي للبلاد يكفي لأربعة أشهر فقط. وأضاف أن الحكومة ستعوض التباطؤ الذي حدث جراء معايير الإرغوت عن طريق "جدول لتشغيل جميع الموانئ المصرية على التوازي" في الفترة المقبلة.

مشكلة الإرغوت هددت السوق المحلية (أسوشيتد برس)
مشكلة الإرغوت هددت السوق المحلية (أسوشيتد برس)

وأكد وزير الزراعة عصام فايد أيضا أن توقف توريد شحنات القمح من الخارج "قد يؤثر سلبا على مخزون القمح الإستراتيجي للبلاد، وعدم القدرة على الوفاء باحتياجات السوق المحلية على المدى المتوسط". ومصر هي أكبر مستورد للقمح في العالم.

من ناحية أخرى، قال تاجر أوروبي "لم يكن أمام مصر خيار حقيقي سوى إلغاء سياسة عدم السماح بأي نسبة من الإرغوت إذا أرادت إطعام شعبها باستيراد كميات كبيرة من القمح. كثر الحديث في تلك الأثناء عن أنه لا توجد دولة في العالم تستطيع توفير قمح خال تماما من الإرغوت بكميات كبيرة".

غير أن بعض التجار عبروا عن تشككهم مما اعتبروه أحدث حلقة في المسلسل المستمر منذ شهور، والذي شهد إلغاء قرارات وإعلان سياسات متضاربة من وزارات مختلفة.

وقال تاجر في القاهرة "هناك حاجة لتشريع جديد. فهذا لا يكفي لمشاركة أي من الموردين"، وأضاف أن قرار الأربعاء يعيد العمل بمعيار عام 2010 الذي يسمح بنسبة لا تتجاوز 0.05% من الإرغوت لكنه لم يتطرق لذكر قواعد الحجر الزراعي التي ما زالت تقضي بضرورة خلو القمح تماما من الفطر، وهو تضارب أفسح المجال في السابق لرفض الشحنات بشكل متكرر.

المصدر : وكالات